إما انتخاب بشار الاسد، او الانتخاب لبشار!! بهنان يامين

إما انتخاب بشار الاسد، او الانتخاب لبشار!!

                                                        بهنان يامين

     بهنان يامين جديدة

بصفاقة ما بعدها صفاقة أعلن في دمشق، يوم الخامس من حزيران فوز بشار الاسد لدورة ثالثة، وكأن الصدفة تشاء ان يكون يوم هزيمة النظام البعثي في 1967 هو هزيمة أخرى لنظام الوريث، لأن اعادة انتخابه هو هزيمة للحل السياسي في سورية. من انتخب بشار الاسد بارادته او مكرها قد فوض الطاغية الاسدي لمزيد من القتل والدمار لسورية والمزيد من الخضوع للاحتلال الايراني لسورية.

    المراقب الموضوعي لم يتفاجأ بفوز الاسد، فمنذ ان وضع في الدستور السوري المنقوص شرعياً، مواد تسمح لبشار الاسد بالترشح لدورتين، حيث يجمع المراقبون بأنه في حال عدم سقوطه قبل موعد الانتخابات لسوف ينجح، لأن في سورية لا انتخابات بل استفتاءات، تزور الاجهزة الامنية فيها ارادة الشعب السوري، ولكن المفاجأة كانت الارقام التي اعلنتها اللجنة المشرفة على الانتخابات. فهذه الارقام سواء المسموح لهم بالتصويت او بنتيجة الانتخاب ونسبة المقترعين هي مهزلة ما بعدها مهزلة.

    لنحسب المحافظات السورية بشكل تقريبي، فتصريحات المسؤولين السوريين بأن الانتخابات قد جرت في المناطق التي يسيطر عليها النظام، اي ان اكثر من نصف المحافظات السورية لم تجرى فيها الانتخابات. فمحافظات دير الزور والرقة وقسم كبير من محافظة الحسكة ودرعا وحمص وحماة والقنيطرة وريف دمشق وادلب ، هي خارجة عن سيطرة النظام، وبالتالي لم تشارك في هذا الاستفتاء.

     المحافظتان المهمتان هما قطعاً دمشق وحلب، فدمشق ليست كلها تحت سيطرة النظام والمناطق المسيطر عليها من قبل النظام ليست مناطق ذات كثافة سكانية بل هي مناطق نسبة الولادة فيها ضعيفة جدا، بينما المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام فنسبة الولادات عالية ومن هنا الكثافة السكانية هي اعلى بكثير من مناطق النظام. ومن هنا فأن القسم الاكبر من الشعب السوري في العاصمة لم يشارك في هذه المهزلة.

    اما  محافظة حلب، حيث يسيطر النظام فقط على اقل من 40% وباقي المناطق خارجة عن سيطرته، وما يقال عن العاصمة يقال عن محافظة حلب ريفاً ومدينة، فاكثر من 90% من الريف الحلبي هو خارج سيطرة النظام، والعشرة بالمئة الباقية فالسيطرة فيها هي للنظام وحليفته داعش، وامكانية الانتخاب كانت جدا ضعيفة.  في حلب المدينة فالاحياء الخارجة عن النظام هي احياء تشكل اكثر من 70% من سكان مدينة حلب والثلاثين بالمئة الباقية هي التي صوتت، وحتى ضمنها هناك فئات من هؤلاء لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع سواء كموقف معارض او خوفاً من ان تستهدف مراكز الاقتراع بقذائف الهاون، ومن هنا لم تكن الانتخابات هي مؤيدة مئة بالمئة.

  اذا نسبة المشاركين في الانتخابات هي ما دون الخمسين بالمئة بكثير، فالتجربة الانتخابية في سورية في مجمل مراحل حكم البعث، لم تتجاوز يوماً نسبة الخمسين بالمئة، والبلد في حالة استقرار، فمن هنا فأن نسبة الـ 73.7 % هي نسبة غير صحيحة، ومزيفة للارادة الشعبية. حتى ايام الطاغية الاب لم تصل الى مثل هذه النسبة، ولكن يبدو ان الاجهزة الامنية ارادت ان تدفع بالنسب الى اقصاها. وهي تضحك على نفسها وعلى المؤيدن للنظام والمشبحيين.

   بالطبع لو اردنا ان نضيف الى ذلك ارقام اللاجئين في الداخل  السوري وفي دول الجوار، وكذلك الشهداء والمفقودين والمعتقليين فأن هزلية الارقام التي اعلنت وزيفها تبدو واضحة للعيان.

    أما مهزلة انتخابات السفارة السورية في لبنان فكانت قمة المهزلة والمسخرة، حيث حشد حزب الله والبعث اللبناني، والقومي السوري، وامل انصارهم للذهاب الى السفارة لإيهام الناس والمجتمع الدولي بـ "ديموقراطية" الانتخابات السورية، ولقد شهد الكثيرون تلك الاصوات التي وضعت اكثر من مغلف في هذه الصناديق.

   أما الذين رقصوا في الساحات العامة فعليهم ان يتحسسوا القرون النابتة على رؤوسهم فهم كالزوج المخدوع الذي يأكل مع صاحب زوجته كما يقول المثل الجزراوي " المجبور يأكل مع دوست (صاحب) زوجته"، وهم بالمحصلة مجبرين للاقتراع لرأس النظام، ولابد ان يكتشفوا يوما ما بأن النظام واجهزته الامنية قد خدعتهم، وجعلت منهم ضحايا لسخرية العالم الخارجي الذي رفض نتيجة هذا الانتخاب.