About Alhadarah

نهاية عام 1977 اجتمعنا مجموعة من المثقفين، نتداول باسم المكتبة التي قررت تأسيسها في حلب الشهباء، لم نتوفق بتسمية الا أن أعطتنا التسمية طالبة في المرحلة الثانوية، ألا وهي” دار الحضارة”. يومها راقت الفكرة لنا أنا والروائي نبيل سليمان، فأعطيناها هذه التسمية. فحلب الشهباء قدمت للحضارة الإنسانية وخاصة الشق العلمي منها، ما ننعم به اليوم على المستوى الإنساني،وذلك بسبب رعاية  والي حلب المتنور سيف الدولة الحمداني للعلماء والمفكرين والأدباء والشعراء. كما لم يعرف الخوارزمي عندما اوجد مفهوم الصفر والجبر وجداوله الليغورتمية، بان اختراعه هذا سيشكل مع منتصف القرن العشرين الثورة المعلوماتية، التي قلبت الموازين في علم الاتصالات، كذلك لم نعرف بأن هذه الدار هل ستستمر أم تتوقف بسبب اختيارنا لكتبها، فاستمرت أكثر من عشر سنوات لتكون منبعا تزود منه العديد من مثقفي حلب والمنطقة الشمالية من سورية بالكتب المنتقاة.

    اليوم نطرح هذه المجلة الالكترونية، وأحببنا أن نعطيها اسم ” الحضارة” استمرارا للتسمية التي توقفت بإغلاق “دار الحضارة” في حلب. فاليوم لا بد لنا من التأكيد على أهمية التداخل الحضاري الذي أوصلنا إلى ما ننعم به اليوم من حضارة إنسانية، مختارين لها شعار حمامة السلام مع غصن الزيتون. فلا ” حضارة بلا سلام”، نابذين مفهوم صراع الحضارات، متخذين من كلمة السيد هاني فحص بأن ” ليس هناك من صراع حضارات بل صراع متحضرين”.

     طموحاتنا في هذه “الحضارة” الالكترونية، أن نغني الفكر الحضاري والحداثي لنساهم بتكوين الوعي العربي، فكما تداخلت الحضارات المتتالية على الأرض العربية، فأغنت الحضارة الإنسانية، كذلك نحن نتمنى أن تكون ” الحضارة” منبرا للفكر والثقافة العربية.

                                                      بهنان إبراهيم يامين