ميشيل عون الغباء والدعارة السياسية بقلم بهنان يامين

ميشيل عون والدعارة السياسية

                                                                   بقلم بهنان يامين

    منذ تحرك الشعب السوري، ولميشيل عون مشكلة مع هذا الشعب البطل، الذي يقاتل ببسالة ويقدم التضحيات بشكل يومي، ففي كل مؤتمر صحفي يعقده هذا الجنرال كان ولا يزال يتهجم على ثورة هذا الشعب، تارة سينهزم هذا الشعب امام النظام يوم الثلاثاء، وقد مر مئات الثلاثاء وقوة الحراك تزداد بشكل يومي،  وتارة أخرى يتشدق بأن الشعب السوري ان انتصر سيعود الى القرن الرابع عشر. بالطبع تمر التصاريح الكثيرة وكلها دفاعا عن النظام الطاغي وبطريقة هستيرية حتى أصبح مهزلة للاعلام.

   نحن لا نفهم موقف ميشيل عون، فهو يدافع عن نظام سياسي، سواء فترة الأب او الأبن، كان من اكثر الانظمة ظلما للبنان، فهذا النظام قد احتل لبنان لمدة ثلاثين عاما مارس خلاله اقذر انواع الاحتلالات، في الوقت الذي كان معظم هذا الشعب ضد هذا الاحتلال، كان هذا الجنرال يغازله ليضمن فترة رئاسية ما.

   ميشيل عون هذا كان من أوائل ضحايا هذا النظام، فلقد اوهمه بأنه سيكون رئيس لبنان المستقبل وكذب عليه مرات عديدة وهو لا يزال يلحق هذا الوهم. لقد كان الطاغية السوري ذكيا حين استقبل هذا الجنرال كرئيس دولة، وهي تمثيلية سخيفة، انطلت على الجنرال لكي يتصرف بعد هذه الزيارة كرئيس للبنان، فلن يفلت من لسانه المهستر اي معارض للنظام السوري سواء في لبنان او خارج لبنان.

   ميشيل عون مصاب بالشيزوفرينية ( انفصام الشخصية) ولن نلتفت لدفاعه هو حليفه الحزب الالهي وكل شلة 8 أذار عن هذا النظام الذي يتساقط بشكل يومي حيث تزداد الهوة بينه وبين الشعب ويمر في هذه الهوة نهر من الدماء، ولكن سنرد على تصريحه الاخير بأن الشعب السوري ان انتصر سيعود الى القرون الوسطى.

   لعون هذا نقول بأن الشعب السوري، الذي ينتفض مرة أخرى، اعطى بعد الاستقلال نموذجا رائعا للديموقراطية لبناء دولة تقوم على مفهوم المواطنة، فالجميع يعرف تلك الفترة الناصعة حيث كان الرجل المناسب في المكان المناسب، وهي فترة نهضوية قبرها العسكر ليأتي البعث في مراحله الثلاثة (1963-1966،1966-1970 و1970 وحتى يومنا هذا)، ليُكمل على الديموقراطية بدباباته.

  لهذا الجنرال نقول، من قال لك بأن سورية تعيش في القرن الواحد والعشرين الآن؟؟، فالنظام الاسدي من خلال طريقة حكمه الطائفية قد اعاد سورية الى القرون الوسطى وليس النظام السياسي الذي سيفرزه انتصار الشعب السوري، الذي تؤكد كل قياداته السياسية بأن دولة سورية المستقبل ستكون مستندة على القيم الديموقراطية وعلى الحريات العامة ليقبروا بلا رجعة حكم العسكر وما أفرزته من مصائب على لبنان وسورية، وميشيل عون هذا هو أحد هذه المصائب.

   للمسترئس المؤبد ميشيل عون نقول، بأن الشعب السوري البطل لن يعود الى الوراء بل سينطلق من جديد الى سماء الحرية التي ستعيده الى دائرة التطور والتقدم والنهضة، وبان الشعب الذي اعطى يوسف العظمة، ابراهيم هنانو، فارس الخوري، سعدالله الجابري ،مصطفى السباعي ، سلطان باشا الاطرش ، سعيد العاص وغيرهم من ابطال الاستقلال الذين أرادوا ان يؤسسوا دولة للقانون والمواطنة وجاء عسكري متغطرس، على شاكلة الجنرال عون، وتلاه عسكري وعسكري ليبعدوا سورية عن دائرة التقدم والتطور الى دائرة القرن الرابع عشر لا بل الى ما قبله.

  لعون هذا نقول، بأن الشعب السوري والشعب اللبناني وكل الشعوب العربية قد ابعدت عن القرن العشرين والواحد والعشرين الى القرن الرابع عشر نتيجة حكم العسكر الذين كانوا يحكمون هذه الشعوب على الطريقة العثمانية البائدة، حيث حولوا النظام السياسي الى نظام أمني ونظام عصابات، ومارسوا الطائفية السياسية بشكل او بأخر.

   فكما اذهل الشعب السوري كل العالم بنضاله السياسي ليتكلل بثورته السلمية التي اغرقها النظام القرو- وسطي بنهر من الدماء وسد من الجثث، سيذهل العالم بتأسيس دولة يسودها القانون والحريات العامة التي هي حجر الزاوية لبناء الدولة الديموقراطية المدنية التي يسودها مفهوم المواطنة لا مفهوم حكم العائلة.

  ان ما يمارسه الجنرال ميشيل عون وحلفاءه وكل حلفاء سورية بوقوفهم ضد ارادة الشعب السوري انما يقفون ضد ارادة الشعب اللبناني، وبأنهم لا يمارسون السياسة بل الدعارة السياسية. الشعب السوري لا يريد نصيحة من باع نفسه للشيطان من أجل منصب صغير لبناء دولتهم ولكن نقول له هل حليفه الحزب الالهي وزعيمه هو من القرن الواحد والعشرين ام من القرون الوسطى بتبعيته المطلقة للولي الفقيه في ايران وليس للشعب اللبناني الذي مارس عليه النظام السوري الاحتلال وبابشع صنوفه،.