إرتهان عون للحالشية وايران بهنان يامين

إرتهان عون للحالشية وايران

                         بهنان يامين

    بهنان يامين جديدةفشل ميشيل عون في الوصول الى سدة الرئاسة في الجمهورية اللبنانية يدفعه الى المزيد من التطرف، فشعاره "إما انا رئيساً او لا أحد" هو أكبر خدمة للحالشية السياسية، التي تسعى منذ مدة طويلة الى انهاء دستور الطائف والاستعاضة عنه بدستور ينهي المناصفة السياسية ما بين المسيحيين والمسلمين، وذلك لصالح المثالثة لتثبيت قوة الطائفة الشيعية، التي بتخطيط  من حزب الله، يريد بهذه المثالثة ان ينهي قوة الثلثين الآخرين، اي الطرف السني والطرف المسيحي، منهيا بذلك ليس اتفاق الطائف فقط، بل ايضا الميثاق الوطني الذي عقد غداة استقلال لبنان ما بين قيادات الطوائف الثلاث الرئيسية: الطائفة المارونية والطائفة السنية وخاصة البيروتية منها والطائفة الشيعية المتمثلة بالاقطاع السياسي في البقاع والجنوب.

     بعد الفراغ في سدة الرئاسة تؤول الرئاسة حكماً لمجلس الوزراء مجتمعاً، ولكن الصبي المدلل للجنرال المتغطرس، طرح نفسه كممثل للاكثرية المسيحية وبالتالي له حق التوقيع عوضاً عن رئيس الجمهورية، وهو ما رفضه مجلس الوزراء اللبناني، حيث وضع آلية للتوقيع البديل وممارسة صلاحيات رئاسة الجمهورية حتى لا يشل مركزي رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وبالتالي وبحكم القانون الدستوري مجلس النواب.      

   اليوم، وفي مؤتمره الصحفي الاسبوعي، تفتقت عبقرية الجنرال بطلبات تعجيزية وهو يعلم، وان كان لا يعلم فهنا الطامة الكبرى، بأن خطة حليفه الشيعي الاساسي "حالش" لن تقبل بتعديل طفيف بل ان طموحاته، ومن دعم وجوده، أي جمهورية الولي الفقيه أيران، أكبر من انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، وبدورتين الاولى ينتخب المواطن المسيحي فيها والثانية ينتخب كل المواطنين، واهماً نفسه بأنه حكماً سيكون رئيساً ولو على حساب موقع رئاسة الجمهورية وهو المركز الاهم للقوى المسيحية. بالطبع رفضت كل القوى السياسية هذا الطرح الذي يوصل حكماً الى فشل الدولة اللبنانية.

   هل تخدم طروحات عون مصالح المسيحيين أم طموحاته الرئاسية؟ سؤال يرفض عون الإجابة عليه، لأنه ان أجاب عليه وبصدق، فأنه بذلك سينهي طموحه السياسي وحلمه السياسي، ولكن عون لن يجب على هذا السؤال، لانه قبل ان يكون رهينة حلمه السياسي، فهو رهينة تحالفه مع الحزب الالهي الحالشي، الذي يخطط لقيام الدولة الاسلامية الشيعية اللبنانية، وهو البند الاساسي في برنامجه التأسيسي.

    انبطاح ميشيل عون كاملاً امام حالش، وعبره مع النظام السوري، دفعه الى الوقوف ضد الشعب السوري، مؤيداً النظام السوري الذي يقتل شعبه، ولن ننسى في بدايات الحراك الثوري في سورية، وعد عون للصحفيين بأن النظام الاسدي الباغي سينهي هذا الحراك يوم الثلاثاء، وأصبح مهزلة للصحافيين حيث كان السؤال التقليدي لهم " في أي ثلاثاء سينهي حليفه النظام السوري ثورة الشعب السوري. حتى انه كان يفقد أعصابه عند تكرار هذا السؤال، شاتماً السائل والجهة التي يمثلها.

    ومر أكثر من ثلاثاء وفشل حليفه القابع في قمة قاسيون، معزولاً عن شعبه، حتى وصل هذا الحراك الى عامه الرابع، مما اضطره الى الاستعانة بحالش والمساندين لها من امثال ابوالفضل العباس وحلفائه من القوى العراقية الشيعية المتطرفة، التي ارتكبت المجازر في ساحات القتال، مما شجع القوى المتطرفة الموازية للتواجد في الساحة السورية، التي اصبحت مشرعة للجميع، نتيجة تخلي النظام عن معابر الحدود مما يعني سقوط حدود الدولة السورية.

   هنا ايضاً لعب ميشيل عون دور محامي الشيطان، فعوضاً أن يستنكر هذا التدخل لانه يدخل لبنان في مأزق ليس بقادر على تحمل تبعاته، نرى عون يدافع وبشراسة عن هذا التدخل الذي اسقط ايضاً حدود الجمهورية اللبنانية التي يدعي عون الدفاع عنها.

   المراقب لتاريخ عون السياسي، يلحظ بأن طموح عون الرئاسي قد كلف لبنان غالياً، فالجنرال الطموح قد جرعلى لبنان عامة ومسيحييه خاصة الكثير من المآسي والويلات كان  أولها حرب الالغاء ونهايتها حلفه مع حالش، فطموحه الرئاسي لا يتوافق مع مخططات الدولة الايرانية للبنان والتي لم تعد قيادات الحرس الثوري تخفيه. يصل المراقب الى نتيجة بان ممارسات ميشيل عون السياسية كانت اقرب الى الدعارة السياسية منها الى السياسية من هنا ضيع الكثير على لبنان عامة وعلى المسيحيين خاصة.