أخيراً اتخذ رؤوساء الطوائف المسيحية موقفا موحدا، ونحن في موقع الحضارة ننشره نظرا لاهميته ونحن نتمنى عليهم الاستمرار في اتخاذ المواقف الذي يتحكم بها مصلحة المسيحيين في سورية وليس مصالحهم الشخصية، وان يتخذوا من تاريخ كنائسهم ونضالات رجال الدين المسيحي عبر سنوات طويلة من تاريخ سورية.
تنادى رؤساء كنائس حلب إلى لقاءٍ عُقدَ في دار مطرانية السّريان الأرثوذكس صباح يوم الجمعة الواقع في 24/ 8/ 2012، لمناقشة ما يجري على أرض الواقع في ظروفٍ عصيبة إستثنائيّة لم تشهدها سورية عامّةً، ومدينة حلب بخاصّة منذ عهدٍ بعيد، وأصدروا البيان الآتي:
يعلّمنا التاريخ بأنّ المسيحيِّين في سورية هم أصيلون، وينتمون إلى تراب الوطن، وقد أثبتوا من خلال نضالهم المشترك وفي كلّ المراحل الزمنيّة أنّ في قائمة أولياتهم صيانة كرامة الوطن والعمل من أجل استقلاله، ويعتقدون بأنّ الاختلاف في الرأي ليس بالضرورة سبباً لانشقاق بين أبناء الوطن الواحد، بل هو مساهمة في إغناء تعددية ثقافات كلّ الأطياف، ومن هنا يؤدّون واجباتهم ليكون الوطن سيّداً مستقلاً كريماً وحرّاً، ويدافعون عن التشاركيّة للممارسة الديمقراطية لحريّة المعتقد، ويؤمنون بأنّ المواطنة هي السقف الأعلى لكلِّ المواطنين، بغض النظر عن أدياننا، ومذاهبنا، وانتماءاتنا، ويحلمون بأن يعيش المواطنون جميعاً بسلام ويلتقون على المحبّة، على أن تقترن أفكارهم بأعمال الرحمة تجاه إخوةٍ لنا شرّدتهم الأحداث، ووضعتهم في حالاتٍ لاإنسانيّة، فعليهم تقديم المساعدات الإنسانيّة لكلّ المحتاجين، وهم ينتظرونها من كلّ دول العالم والمؤسّسات الإنسانيّة، ويعملون معاً من أجل أن تخرج سورية من دوامة العنف، ولملمة الجراح، ليعم السّلام وتنتشر رايات المسامحة في المجتمع كلّه.
وكما في ماضيهم كذلك في الحاضر والمستقبل يدافعون عن العدالة الاجتماعيّة، وسيادة القانون، والسّلم الأهلي، والوحدة، والعيش معاً، ويرفضون كلّ معاني زعزعة النسيج الوطني بأعمال الفوضى، ويعلنون:
.1 الترحيب بزيارة قداسة البابا بنيدكتوس السّادس عشر إلى لبنان في بحر شهر أيلول 2012 الذي سيُعلن الإرشاد الرسولي بعد سينودس الأساقفة – الجمعية الخاصة من اجل الشرق الأوسط الذي عُقد في حاضرة الفاتيكان في أوكتوبر تشرين الأول 2010، تحت شعار: شركة وشهادة.
.2 يرفضون كلّ أنواع الهجرة بسبب الأحداث والتي تنادي بها بعض الجهات، وذلك للدلالة على عراقتهم وحضورهم الدائم في المجتمع.
.3 يستنكرون كلّ معاني التطرّف الديني، وما ينجم عنه من لغة التهديد الموجّهة إلى مكوّنات هذا الوطن بأديانه ومذاهبه وانتماءاته، ويرفضون مظاهر التسلّح في الكنائس تحت أي اسمٍ كان.
.4 يعتبرون أنّ الأسرى هم في ذمّة من أسرهم، ولهذا يجب احترام القيم والأخلاق التي نادت بها أدياننا تجاه الأسير، وفي الوقت ذاته يستنكرون أعمال الخطف تحت أي مسمّى كان.
. 5 يناشدون أصحاب الضمائر الحرّة للإقلاع عن القتل والعنف والقمع والخراب والفساد، وينادون بتعميق الإصلاحات والوقوف إلى جانب السلم والأمان.
.6 يؤكِّدون على أنّ الطريق الوحيد لإحلال السلام وترسيخ مفاهيم المحبة والتعاون لبناء الوطن، لا يأتي إلاَّ بالحوار البنّاء، الذي يجب أن يكون اللغة الوحيدة بين كلّ الأطراف من أجل إرساء العدالة في الوطن.
“ليعطكم السّلام ربّ السّلام نفسه، في كلّ حين، وفي كلّ حال، ليكن الرّب معكم أجمعين”، وأنّه على كلّ شيء قدير“.
حلب في 25/ 8/ 2012
رؤساء الطوائف المسيحيّة في حلب