القمة العربية : مقررات ونتائج

هل اختلفت قمة الرياض الاخيرة عن غيرها من القمم؟ سؤال جدير بالتفكير فيه، سواء من حيث  الحضور او من حيث  النتائج او من ناحية المقررات. فاذا كان الحضور كثيفا، وعلى مستوى الملوك والامراء والرؤساء، باستثناء الجماهيرية الليبية العظمى التي كانت ولا زالت نجمة المفاجآت، حيث القذافي يفاجيء الجميع دائما بطرائفه،كما ان الوفد اللبناي كان وفدين    

           اما على مستوى المقررات فلقد جاءت تكرارا للمقرارات السابقة، ولم يكن فيها اي جديد، واعظم ما توصل اليه ” القادة العرب” كان التأكيد على مبادرة بيروت التي رفضتها اسرائيل جملة وتفصيلا، منذ اكثر من خمس سنوات، وكررت بمناسبة القمة الجديدة تكرار هذا الرفض، الذي لم يستغربه الكثير من هؤلاء ” القادة ” كونهم يعرفون مسبقا بان المبادرات لا تقبل من الضعفاء، ومن المؤسف القول باننا نزداد سنة بعد الآخرى ضعفا  

  فاذا كانت القضية المفصلية، اي قضية الصراع العربي الاسرائيلي بهذا الضعف فكيف بالاحرى باقي القضايا. ولم يكن لدى القادة العرب الجرأة لتدارس باقي المشاكل التي تعاني منها مجمل الدول العربية، كالتربية والتعليم وتحديثهما، والاصلاح الاداري والسياسي، والتطور الاقتصادي، واهم المشاكل موضوع الارهاب وتحديد ماهية هذا الارهاب وما هي اسبابه ونتائجه والطريق الى التصدي له، والتصدي للقوى الغربية التي اخذت تسم كل من يخالفها الرأي بميسمه 

     اما النتائج فكانت المصالحات وتبويس اللحى كما يقول المثل العامي، فلقد اضطر احد ” القادة ” العرب ان يتوسل كل السبل للتصالح بالقادة الآخرين من “انصاف الرجال”، ليحصل على ما يريد دون ان يزيد او ينقص في هذه القمة. وحدها القضية اللبنانية كانت عصية على المصالحات، فقد اصر الرئيس اميل لحود على موقفه المعادي للحكومة، ليقف موقفا سخفه الجميع حيث كان اصراره على تغيرات قشرية في ورقة التضامن مع لبنان، اضافة بالطبع كونه أصر، وهو المشكوك وغير المعترف برئاسته ان يرافقه وزيران مستقيلان، ولم يقبل ان يكون رئيسا كباقي الرؤساء والملوك حيث كان الجميع على رأس حكوماتهم  

 لم تختلف هذه القمة عن غيرها من القمم، فهي ضحلة كباقي القمم التي سبقتها، ولقد نسي او تناسى هؤلاء بأن القيادة السياسية هي دائما بحاجة الى الدعم الشعبي، وكل الانظمة العربية هي نتاج اما الدبابة واما التوارث واما مكاتب المخابرات الغربية.         

  وحدها كانت الملكة السعودية هي المنتصر كونها قد أثبتت بأنها قد اصبحت زعيمة العالم العربي بكل صنوف اشكال حكمه، ووحدها موريتانيا كانت استثناء فقد اعطى عسكرها باقي الحكومات درسا في الديموقراطية وتداول السلطة