الأسبوع القادم، تنطلق الانتخابات التمهيدية الأولية في الولايات المتحدة، والمعروفة بـ”الثلاثاء الكبير”، حيث يتوجه الناخبون في أكثر من 16 ولاية، من بينها ولاية كاليفورنيا الأكبر من حيث عدد السكان، إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحي الرئاسة للحزبين الرئيسيين: الديمقراطي والجمهوري. وتشمل الانتخابات الترشح لعضوية مجلس النواب وبعض المناصب الشاغرة في مجلس الشيوخ، إضافة إلى مشاريع قوانين مطروحة للتصويت في بعض الولايات وانتخاب القضاة والنيابات العامة.
السباق الرئاسي لعام 2024 ينحصر بين الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سيطر على الحزب الجمهوري بخطاب عنصري ضد المهاجرين، وبين الرئيس الحالي جو بايدن، وكلاهما في عقد الثمانينات من العمر. وقد بدأت أصوات تدعو إلى تعديل القانون الانتخابي لتحديد عمر المرشحين الرئاسيين، إذ إن القانون الحالي يحدد الحد الأدنى للترشح عند سن الأربعين، لكن بعض الأمريكيين يقترحون حداً أقصى في منتصف الستينات.
غير أن موضوعنا اليوم لا يتعلق بتحديد سن المرشحين، بل بضرورة تجاوز سياسة ردات الفعل في اتخاذ القرار الانتخابي، لتكون مواقفنا مبنية على الفعل ذاته. فخلال الأزمة الحالية بسبب عملية “طوفان الأقصى”، دعا البعض إلى عدم التصويت للرئيس بايدن احتجاجاً على موقف إدارته من الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حيث يدفع الشعب الفلسطيني ثمن هذا الصراع، وليس حماس وحدها، فيما يبدو كنكبة جديدة أكثر قسوة من نكبة عام 1948.
الدولة العبرية ليست ربيبة الولايات المتحدة فقط، بل حليفاً استراتيجياً ضمن مصالحها. ومن هنا، شهدنا تغييرات في الخطاب الأمريكي، حيث دعا بايدن حكومة نتنياهو إلى وقف الهجمات ضد المدنيين. ومع بداية العملية الانتخابية، بدأت بعض الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، ولا سيما في ميشيغان، بالدعوة لعدم التصويت لبايدن رغم انتمائهم للحزب الديمقراطي. كما صرحت حاكمة ولاية ميشيغان بأن من يمتنع عن التصويت لبايدن يصوت فعلياً لصالح ترامب، العنصري والمحرض.
ونذكر هنا بمواقف ترامب السلبية من القضايا العربية والإسلامية:
أول قرار تنفيذي له كان حظر دخول مواطني عدة دول إسلامية.
هو الرئيس الوحيد الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معترفاً بها عاصمة وحيدة لإسرائيل.
آيت
كان عراب “اتفاقات أبراهام” التي شجعت التطبيع بين دول خليجية وإسرائيل.
هاجم السعودية وابتزها للحصول على “هدايا” ادعى أنها مالية، رغم منع القانون الأمريكي تلقي مثل هذه الهدايا.
تحالفه مع روسيا بقيادة بوتين، حليف نظام الأسد، الذي دمر سوريا وقمع شعبها.
وهكذا
ولهذه الأسباب، يجب علينا تجاوز ردات الفعل العاطفية في قرار التصويت، والتصويت لمرشح يمثل مصالحنا ويعبر عن قيم الديمقراطية الحقيقية، وليس لمرشح يدعو إلى جمهورية قمعية تحاكي دكتاتوريات الشرق الأوسط.