عندما أعلن وليد جنبلاط عن إكتشاف كاميرات موجهة الى مدارج مطار رفيق الحريري الدولي وأتخذت بموجب ذلك الحكومة اللبنانية قراراً بعزل العميد شقير ضابط أمن المطار، وهو من عناصر حزب الله، وتفكيك شبكة اتصالات حزب الله، المسماة زوراً “مقاومة،” جن جنون حزب الله وقائده حسن نصرالله، فكان السابع من ايار حيث اشتعلت جبهة بيروت والجبل، هذا اليوم الاسود في تاريخ إستباحة الدولة اللبنانية من قبل الحزب الالهي وعلى عينك يا تاجر.
اليوم تتكرر المأساة من خلال خطف الطيارين التركيين، من قبل منظمة وهمية، وما أكثر المنظمات الوهمية هذه الايام، لم يسمع بها أحد من قبل، كرد على خطف حجاج حزب الله من قبل لواء عاصفة الشمال، وليتحول مقر حملة بدر الكبرى الى مقر رئاسة أركان بقيادة الحاجة حياة العوالي ودانيال زغيب، ووصلت الوقاحة بالحاجة حياة هذه وبدانيال شعيب ان يطلقوا التهديدات للدولة اللبنانية وبالتحديد لفرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي.
من المؤسف بأن الإعلام اللبناني ومن أجل السبق الصحفي، او لغاية في نفس يعقوب، كما فعلت الجديد عبر اعطاء الحاجة حياة العوالي ودانيال زغيب وسيلة اعلامية لاطلاق التهديدات ضد الدولة اللبنانية، ومن المؤسف ان يكون هذا عبر برنامج الزميل جورج صليبي، المشهور بموضوعتيه النسبية، ولكن يبدو بأن مريم البسام خرجت عن هذه الموضوعية وسمحت بهذه المسرحية السخيفة التي كان ابطالها كل من الحاجة والزغيب وكان جورج صليبي شاهد الزور في هذه المسرحية او كما يقول عادل امام ” شاهد ما شاقه حاجة”.
من اين للحاجة حياة عوالي هذه الجرأة لتهديد الدولة من رئيس الجمهورية الى وزير الداخلية وعبره فرع المعلومات، ومرورا برئيس الحكومة ولتضع الشروط الى اين يجب ان يساق هذا المعتقل او ذاك للتحقيق مع زيد او عمر لو لم تكن مستندة الى حزب الله. الحاجة حياة العوالي ودانيال زغيب ومن لف لفهما يعرفان بأن الحكومة اللبنانية عاجزة عن اعتقالهم، وذلك لوجود قيادة أركانهم في المربع الأمني للحزب الالهي.
لن يختلف اثنان عن هوية الخاطفين، فالجهاز الامني للحزب الإلهي بقياة الحاج توفيق صفا هو حتما وراء عملية الخطف هذه والمنظمة الوهمية المدعية الخطف، فالحزب له باع طويل في إقفال وفتح طريق المطار، وكذلك خطف كل من لا يرضخ لسلطته الأمنية.
ما حدث على طريق مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، يشير لماذا اصر حزب الله ورغم اعتراض بعض وزراء الحكومة الميقاتية ان يكون عباس ابراهيم في مركز مدير الامن العام، وهو التلميذ النجيب لجميل السيد وحزب الله حيث يستطيع هذا الأخير ومن خلال مركزه الأمني ان يساعد على عمليات الخطف هذه، ويعتقل من يريد في المطار، وما اعتقاله للناشطين السوريين الا خير دليل على ذلك.
لن يستطيع حزب الله ان ينأي بنفسه عن عملية الخطف هذه، فقياداته في البرلمان وفي الحزب الالهي استقبلت جميل السيد كبطل قومي رغم انف الدولة ووزير العدل والحكومة اللبنانية، التي اصدرت مذكرة توقيف بحق جميل السيد، وهو موقف مذل للدولة اللبنانية المستباحة سيادتها.
ليس فقط طريق المطار هو المخطوف بل كل لبنان مخطوف، فالحزب الإلهي هو من يسهل تشكيل الحكومة او يمنع تشكيلها وما لنا في تصريحات الحاج محمد رعد بأن لا حكومة في لبنان اذا لم يكن الحزب الالهي بداخلها، وبالطبع هو يرفض كل طروحات الرئيس المكلف وطروحات جماعة الرابع عشر من أذار التي اقترحت تشكيل حكومة حيادية من قبل شخصيات تتمتع بالوطنية.
أصبح حزب الله معادلة صعبة ليس في لبنان وحسب بل في كل المنطقة، ففي خطابه الاخير أعلن حسن نصرالله بأن حزبه حزب طائفي، وهو حزب شيعي وهذا يبعد عنه وطنيته اللبنانية او العربية. الخطاب الإنفعالي الاخير لحسن نصرالله كان عودة الى مخططاته التأسيسة الاولى، بأنه يسعى الى قيام دولة اسلامية شيعية في لبنان تكون امتدادا للحكومات الايرانية المتوالية، وما قتاله ضد الشعب العراقي في حرب الخليج الاولى وقتاله اليوم ضد الشعب السوري، الا دليل على اطاعته أوامر الولي الفقيه وهو ما قد اعلنه حسن نصر الله اكثر من مرة، وبذلك يسقط كل مقولة المقاومة والممانعة ليعلن للجميع بأنه يقاتل من أجل الايدولوجية الشيعية الايرانية، ولا نقول بأنه يقاتل من أجل الطائفة الشيعية لاننا بذلك نظلم هذه الطائفة التي اختطفت هي الاخرى من قبل الحزب الالهي وبالتالي هي اول ضحاياه.