العنجهية المذهبية تقود الى التطرف والتطرف المضاد بقلم بهنان يامين

 

العنجهية المذهبية تقود الى التطرف والتطرف المضاد

                                                                 بقلم بهنان يامين

                                                   

من ما لا شك فيه بأن مجمل السيارات المفخخة هي عمل أرهابي الى أي فئة إنتمى مفجريها، سواء أكانوا تابعين لإرهاب الدولة او لإرهاب المنظمات المتطرفة، وبالتالي هي أعمال مدانة لانها تضرب المدنيين من اطفال ونساء وشيوج ورجال مسالمين. وما حدث في الضاحية الجنوبية من بيروت وبالتحديد في الرويس ليس استثناءا ومن هنا يجب ادانته.

    من المسؤول عن ما حدث في الرويس؟ هل هو الشماعة المعروفة اسرائيل؟ ام الجهاديون الذين يقاتلون في سورية والتي يحاربهم الحزب الالهي هناك مع الشعب السوري؟ ام هي عنجهية حسن نصرالله، وكتائب ابو الفضل العباس المذهبية؟ أم هي كل ذلك مجتمعة؟

  بالطبع كل هذه العوامل قد تكون سببا ولكن الأهم هي العنجهية المذهبية للخطاب السياسي لأمين عام الحزب الالهي حسن نصرالله الذي اصيب في المرحلة الاخيرة باسهال خطابي، والمشكلة ليست في كثرة هذه الخطابات بل بمضمونها، حيث انه كان خطابا متشجنجا ومعاديا للشعب السوري وهو خطاب تميز بالمذهبية وبالشعارات التي رفعها في سورية، فمن شعار ” يا لثارات الحسين” الى ” لبيك يا زينب” الى حربه من أجل مقام سكينة، ليصل الى صرخته المدوية بقوله ” نحن شيعة علي بن ابي طالب” وكأن أحد ما، قد شكك في انتماءه  الى الخليفة الراشدي علي بن ابي طالب وابن عم الرسول العربي محمد.

  ان التطرف المذهبي والعنجهية المذهبية يوصل مع الاسف الشديد الى أعمال كالتي عرفتها الضاحية الجنوبية سواء في بئر العبد او الرويس. مع الأسف فعوضا ان يتحول الخطاب السياسي للحزب الالهي الى خطاب سياسي هادئ يحاول ان يصلح من تطرفه الشيعوي، نراه استمر بذات اللهجة المتحدية، وليجير العمليات الارهابية للقوى التكفيرية حسب قوله.

   بالطبع هو نوع من الخيال ان نطلب من حسن نصرالله ان ينسحب من سورية وان يوقف حربه ضد الشعب السوري الذي يقاتل نظاما فاشيا استبداديا، ولكن كان من المفروض بحسن نصرالله ان لا يستمر بالتعبئة والتجيش ضد سورية الشعب. هذه العنجهية وهذا التجييش وهذه العنترية لابد ان تقود الى ردة فعل مضادة، وردة الفعل هذه هي ناجمة عن غياب الوعي سواء عند المُتحدي اوالمُتِّحدى. غياب الوعي هذا، وهذا الخطاب المذهبي المرتفع الوتيرة، أوصل الى التطرف والتطرف المضاد.

   الحقيقة المرة أن قيادات الحزب الالهي قد فقدت بوصلتها، وعوضا ان تنكفئ الى الداخل اللبناني من أجل العودة الى حضن الدولة اللبنانية والسماح بقيام حكومة وطنية حيادية، نراه يعود الى المزيد من الانكفاء على الذات عبر الامن الذاتي الذي يؤدي الى المزيد من الانغلاق ضمن المربع الامني للضاحية الجنوبية، حيث تنفصل هذه الضاحية والجنوب والبقاع عن باقي مكونات الشعب اللبناني.

   ما حدث في بئر العبد وفي الرويس يجب ان يعطي الحزب الالهي درسا، وعليه أن   يتحسس البطحة التي على راسه، فلقد ثبتت الحوادث من أغتيال مغنية الى التفجيرات المتعددة في الجنوب وفي الضاحية، بأن أمن ما يسمى ” المقاومة ” هو ايضا أمنا مخترقاً بغض النظر عن من يخترق هذا الامن، سواء أكانت اسرائيل ام الجيش الحر او حتى المنظمات المتطرفة، من هنا عليه ان يستوعب الدرس وان يعيد حساباته السياسية وتحالفاته سواء على المستوى الداخلي او على المستوى الاقليمي.

   والمسؤولية ايضا تقع على عاتق العقلانيين من كل الطوائف، بعدم السكوت عن العنجهية المذهبية والخطاب السياسي المذهبي الارعن، ومحاولة عقلنة هذا الخطاب، بالطبع قد ينجحوا وقد لا ينجحوا ولكن عليهم عدم الصمت، وهذا ما عمله العلامة السيد هاني فحص وابراهيم شمس الدين والمفتي الجعفري السيد محمد الامين، إضافة الى القوى المدنية التي دعت الى عدم توريط الطائفة الشيعية في حرب سورية، وهو ما يعمله حسن نصرالله وحزبه الالهي.

  ليس فقط حزب الله هو الوحيد المسؤول عن هذه العنجهية وهذا الخطاب السياسي، فحزب الله العراقي ومشتقاته وكتائب ابو الفضل العباس هي ايضا تؤجج التطرف الاسلاموي وتساعد على ايجاد بؤرة حاضنة لهذا التطرف. عندما تنشر كتائب ابو الفضل العباس فيدوهات للطامين عراقيين حيث يشحن لطاماً عراقياً ويتحدث عن كيف أروهم العجب في حلب، فماذا سيكون ردة فعل الناس في حلب ألن يتشنجوا هم ايضا؟ خاصة ان اللافتة وراءه ووراء المعممين تقول بلبيك يا زينب.

  آن الاوان الدعوة الى العودة الى العقلانية والى الوعي وكشف زيف الانظمة السياسية التي تدعي الوطنية والقومية والعلمانية، والتي هي في الحقيقة أنظمة طائفية واقليمية ولاوطنية بامتياز.