لن يختلف اثنان حول براءة الطفل عباس الطفيلي في تعنيفه الطفل السوري خالد، في الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم على الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي. في هذا الفيديو لم يكن الطفل السوري اللاجئ خالد وحده الضحية، بل الطفل عباس ايضاً كان ضحية بيئته الحاضنة، التي تحاول ان تربي فيه الحقد والعنف نحو الطفل الآخر.
كما لم يختلف اثنان بعدم جرمية الطفل عباس الطفيلي لن يختلف اثنان حول جرمية البيئة الحاضنة التي تعيش فيها العائلة الطفيلية، فهذه البيئة هي بيئة منغلقة على ذاتها غير متقبلة للآخر، ومستوى الجريمة فيها مرتفع، دون قـدرة الدولة اللبنانية على دخول هذه المنطقة الأمنية، الا وهي الضاحية الجنوبية.
كما لم تكن البيئة الحاضنة بريئة من تجريمها بحق الطفولة البريئة، كذلك لم يكن الاعلام الممانع أقل جرمية بل منذ انتشار الفيديو وهو يحاول تبرئة هذه العائلة من هذه الجريمة، وخاصة فضائية “الجديد”، التي منذ ان اندلع الحراك الثوري السوري، وهو ينفث حقده على هذا الحراك بشكل عام ومن خلاله على الشعب السوري قاطبة، فلم يكن يمر برنامج إخباري او حواري الا وهم يحاولون ان يبيضوا صفحات النظام الارهابي في سورية ويجرموا الشعب السوري الثائر لكرامته والمطالب بحريته.
فضائية “الجديد” هذه فشلت في تبرئة هذه العائلة وحاضنتها الجرمية العنفية، ففي المقابلة التي اجرتها مراسلتها في الضاحية الجنوبية مع والد الطفل عباس، الذي يحاول ان يدافع عن نفسه في فشله في تربية طفله، ولا أخلاقية هذه التربية، ولكنه يفشل بذلك مبعداً التهمة عنه، رامياً ايها على ابناء العم الذين، حسب الأب، هم الذين حرضوا الطفل عباس على هذا العنف الإجرامي وعلى تصوير الفيلم. فهو يكشف بشكل غير إرادي، بأن العائلة الطفيلية كلها بنت البيئة الطائفية المتطرفة في الضاحية الجنوبية.
ليس هذا فحسب، ففي المقابلة تسأل المذيعة والد الطفل عباس فيما اذا كانت قوى امن المعلوماتية قد زارته، فانكر وباصرار أي حضور لهذه القوى، ملفتاً نظرها بأن المنطقة لها مرجعيتها، وهذه المرجعية هي حزب الله وحركة أمل، وهذا اعتراف من احد مجرمي الضاحية الجنوبية بأن الدولة اللبنانية، مهما تشدقت بعكس ذلك، لا وجود لها في هذه المنطقة التي تشكل كانتوناً لحزب الله وحركة أمل، أي للتنظيمين الخاطفين ليس فقط للطائفة الشيعية بل لكل لبنان، فهما اللذان يتحكمان برئاسة المجلس النيابي الذي يتحكم به نبيه بري، كديكتاتور يقفل باب المجلس متى يشاء ويفتحه متى يشاء، ولنا في منع انتخاب رئيسا للجمهورية من قبل هذين التنظيمين وحلفائهما من الجنرال المهمووس بكرسي الرئاسة ميشيل عون، الى باقي الحلفاء، الا خير دليل على تقوقعهم في كانتون الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني والبقاع والهرمل.
هذه البيئة هي التي افرزت عصابات متنوعة تستخدمها متى تشاء وترميها متى تشاء، ولنا في التظاهرة المسلحة لآل المقداد نموذجاً للتجاوز على الدولة اللبنانية، والعائلة الطفيلية التي افرزت طفلا يمارس العنف منذ الصغر، وهو لم يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وذلك بضرب الطفل السوري خالد لانه سوري لاجئ اولاً، وثانياً لانه سني الطائفة وخاصة كونه مستضعفاً ليس لديه الشجاعة على الدفاع عن نفسه بسبب وضع عائلته المأسوي وحاجة الوالد للعمل عند آل الطفيلي حسب ابو عباس.
في تصريح لوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، يدعي بأنه سيسعى الى عزل الطفل عباس عن بيئته العنفية، ويبدو ان الوزير درباس يعتقد نفسه بأنه في سويسرا او في أحدى الدولة المتقدمة، ناسيأً بأن ابا عباس يتمخطر امام فضائيات الممانعة، حيث يتحدى السلطات اللبنانية ويعلن بأن مرجعيته هي حالش وأمل.
في البلدان المتقدمة، طبعاً يذهب الوالد والوالدة وابناء العم، ومن صور الفيديو الى السجن وينقل الولد الى بيئة أفضل من بيئته العنفية حيث يوضع ضمن عائلة تحتضنه وتربيه تربية حسنة، ولكن في كانتون حالش ( حزب الله اللبناني الشيعي) وحركة أمل، فسوف يشب الطفل عباس متعلماً بدل الدراسة، العنف والحقد الاعمى الذي يكمن في صدر الحالشيين منذ صدر الاسلام وحتى يومنا هذا.