بــيــــــان في الذكرى الثانية للثورة .. الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية تؤكد على دعم الثورة بمختلف السبل المتاحة ..

 

 

بــيــــــان

في الذكرى الثانية للثورة ..

 الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية تؤكد على دعم الثورة بمختلف السبل المتاحة ..

 

 ها هي الثورة السورية العظيمة تجتاز عامها الثاني في مخاضها الكبير، وهي تواصل مسارها نحو تحقيق الأهداف التي قامت من اجلها، أهداف الحرية والكرامة والعدالة. وقد بلورت الثورة شخصيتها المميزة عبر هذا المسار في أنها كانت أطول ثورات الربيع العربي أمتدادا، وكانت من جهة أخرى، أضخمها تضحيات وأجلّها من حيث الأثر و الأهمية .

     نعم لقد أحدثت الثورة المفاجأة، حين انطلقت من درعا على يد أطفالها، معبرة عن إرادة شعبنا التي لم تلـن ولم تـهن في ظل استمرار أكثر من أربعة عقود على نظام الطغيان والاستبداد والفساد مؤكدة على أنـه :

إذا الشعب يوماً أراد الحياة      فلا بدّ أن يستجيب القـدر

وعملت المعارضة الوطنية التقليدية بمختلف مكوناتها وتياراتها تحمل مسؤولياتها تجاه الثورة، والمساهمة في إنجاز مهامها المرحلية والاستراتيجية دون قدرة على قيادتها، وهو الأمر الذي أدّى لمزيد من التفاعلات في قـوى الثورة التي لم تستطع ـ لأسباب موضوعية وذاتية متراكبة ـ من إنتاج قياداتها الحقيقية، وبلورة برنامجها الديمقراطي، مكتـفية بالشعارات العامة، وبتطوير المضامين والأداء، من الإصلاح إلى شعار الإسقاط، ومن السلمية إلى المقاومة المسلحة، ومن تأكيد صيانة الوحدة الوطنية إلى الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، بغض النظر عن جنسهم ومكوناتهم القومية والدينية والمذهبية.

ـ لقد عبرت الثورة مصاعب كثيرة في مواجهة نهج النظام القمعي الوحشي، وبالوقت نفسه وجدت نفسها تتحول إلى حمل السلاح خياراً إجبارياً بكل سلبه وإيجابه، وما عرفه هذا التطور من تقدم في الميدان، وتحريرعـدد من المناطق التي لم يعد للنظام فيها سوى وجود شكلي، أو من خلال القصف المدفعي وبصواريخ سكود والطائرات.. في عملية تدمير منهجة للبنية التحتية، وأملاك المواطنين، وأرواحهم، وللـدولة السورية.. كما قاد هذا التطور إلى دخول قوى واتجاهات محلية وإقليمية وخارجية على خط الثورة إن كان عبر ميدان السلاح وإنشاء الكتائب الخاصة، أو من خلال محاولـة تـدويل القضية السورية، وتغييب ارادة الشعب السوري لتصبح في أروقة الدول والأمم المتحدة، وبواقع المراوحة في طرح بعض المبادرات السياسية التي أجهضها النظام وأفرغها من مضمونها كسباً لمزيد من الوقت، ورهاناً على نهجه الوحيد: الحل الأمني، والقضاء على الثورة بالقوة العـنفية العارية.

ـ لقد أكدت الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية دوماً إنّ فرض حل سياسي يلبي الحد الأدنى من مطالب الثورة في الانتقال الآمن، والمؤكد للنظام الديمقراطي، حل ينهي الاستبداد والأحادية، ويفتح الطريق للدولة المدنية الديمقراطية هو تحصيل حاصل ميزان القوى على الأرض من جهة، ولا بدّ أن يكون مرتبطاً بالشـرط العام الذي توافقت عليه المعارضة في مؤتمر القاهرة: تنحية رأس النظام وكبار رموزه، وتحويل المتورطين بالقتل للمحاكم، من جهة ثانية، وبما يوفر على بلادنا مزيد الدمار والمخاطر المحدقة به.

ـ الثورة السورية التي يتعاظم مدُّها عمقاً واتساعاً مؤكدة أصالة انتمائها، متمسكة بجوهرها: وحدة البلاد الجغرافية والسياسية والمجتمعية.. هي اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى وحدة عمل جميع قواها، خاصة قوى العمل المسلح ضمن إطار الجيش الحر، وبما يؤدي إلى وضع كل الجهود في سياق مخطط الانتصار، ومحاربة حالات الفوضى والتشدد والسلبيات التي تظهر على سطحها، والتي تحاول تشويهها وحرفها، وبما يعزز التضافر بين النضال السلمي والعمل المسلح.. وصولا إلى تحقيق الهدف المركزي: إسقاط نظام الفئوية والفساد والاستبداد، وإقامة النظام الديمقراطيي البديل.

ـ إنّ الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية التي تضع جهودها في خدمة أهداف الثورة، وتشارك في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، تؤمن أن الحلول السياسية المعتمدة على التوافقات المذكورة، هي السبيل لتأمين الانتقال للنظام الديمقراطي عبر حكومة انتقالية تقودها المعارضة لمرحلة محددة، و في الوقت نفسه تدعم الجيش الحر ومجمل قوى العامل الذاتي بكل الإمكانات المتاحة لتفاعل وتناغم المسارين.

الرحمة والحلود لشهداء الثورة السورية الأبرار

الشفاء للجرحى

الحرية للمعتقلين

المجد لأبطال الثورة.. والنصر للشعب..

                              الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية