خطاب حسن نصرالله في الذكرى الثالثة عشر لتحرير جنوب لبنان، كان مفاجأة لكل اللبنانيين والسوريين. فلقد كان خطابا ديماغوجيا بامتياز حيث حاول حسن نصرالله ان يدعي بانه غير طائفي وغير مذهبي ليقع في مذهبية مغلقة لم تعد خافية على أحد.
طلب حسن نصر الله من اللبنانيين ان لا يختبئوا وراء اصبعهم، وهو في الحقيقة كان الوحيد الذي يشير دائما باصبعه في خطاباته السابقة، وهذه هي المرة الاولى التي لم يفعل ذلك، لان فشله في القصير وفي غيرها من المناطق السورية، أفشل كل عنترياته السابقة، فالجثث التي تصل لبنان بشكل يومي وضعت حسن نصرالله في وضع لا يحسد عليه، مما ادى الى الاعتراف وبشكل علني بالقتال الى جانب النظام الاسدي، بحجة المؤامرة على نظام “الممانعة” في دمشق، كون القوى التي تحارب هذا النظام البائد والفاشي والقاتل هي قوى تأتمر بأمر امريكا واسرائيل، وهي قوى تكفيرية قاعدية بامتياز.
ولقد زلق لسان حسن نصرالله بأن حزبه قاتل في العراق، ولكنه لم يقل متى، فلقد قاتل حزب الله تحت إمرة الايرانيين، اثناء الحرب الايرانية – العراقية، التي حصدت مئات الآلاف من الشعب العراقي بكل مكوناته. ولسنا ندري من اين جاء جسن نصرالله بانه قاتل في البوسنة – هيركوزوفينا، مدعيا الدفاع عن السنة، حيث يقع في الطائفية مجددا.
لا يمانع حسن نصرالله ان يقاتل سنة لبنان، فحسب زعمه هم يقاتلون في سورية وهو يقاتل في سورية، فهو اذا لا يمانع بأن يقاتلهم لاسباب طائفية، ولكن في ارض سورية على ان تحيّد الساحة اللبنانية. هل رأيتم وقاحة اكبر من هذه، فهو يعرف بأنه من الصعب عليه ان يقاتل في لبنان، فاستعماله السلاح هو وحلفاؤه في السابع من ايار ادى الى فشل ذريع، ولن ينفعه ان يعتبره يوما مجيدا في تاريخ ” مقاومته ” التي اصبحت عبئا على لبنان وشعبه.
بالنسبة لحسن نصرالله، فان النظام الاسدي هو كالحمل الذي قبل بالحوار والاصلاحات، اما الشعب السوري، التي تطالب غالبيته اسقاط هذا النظام من رأسه الى كل رموزه الامنية، فهو الذئب الذي يريد ان يفترس الحمل،هذا الحمل الذي كبد هذا الشعب، اكثر من مئة الف شهيد ومئات الآلاف من المعتقلين والمفقودين، متهما كل من يعادي هذا النظام بأنه طائفي، مذهبي، تكفيري، وعميلا للغرب ولامريكا ولاسرائيل والجميع يريد رأس الحملين، “المقاومة” والنظام ” الممانع “.
يبدو ان حسن نصرالله قد اصابه العمى، وهو لم يرى وقوف ألوف المسيحيين المناضلين لصالح الدولة المدنية والديموقراطية، فبالنسبة له الكل تكفيريين وعملاء للقاعدة، وهم مصدر الارهاب في العراق. اذا كانت قاعدته مأخوذة بديماغوجيته وقلبه الابيض اسود، والباطل حقا والحق باطلا، فهي لن تخدع باقي الشعب اللبناني والشعب السوري ولا الشعب العراقي لان الجميع يعرف بأن من كان يصدر الارهاب الى العراق كان النظام الاسدي في دمشق، وما لنا الا ظاهرة ابو القعقاع كنموذج على هذا التصدير، حيث كان هذا العميل للاجهزة الامنية السورية، هو من يدرب المخدوعين بالجهاد في العراق، ويرسلهم الى هناك وعندما كان بعضهم يكشف زيف جهادية ابو القعقاع ويريد ان يعود، فكان هذا الاخير يسلمهم للاجهزة الامنية.
نسي حسن نصرالله الغارة الامريكية على مدينة الميادين الحدودية مع العراق، وهي الغارة التي كانت ردا على القوى الارهابية وسياراتها المفخخة التي كان يصدرها جامع جامع، رجل الامن الذي روع لبنان، في فترة الاحتلال السوري للبنان، والمطلوب من المحكمة الدولية بتهمة التخطيط وتنفيذ أغتيال الشهيد رفيق الحريري، حيث كان مسؤولا في البوريفاج.
اراد حسن نصرالله ان يلبس الشعب السوري البطل، والذي يناضل منذ سنتين وبضعة أشهر، ورغم كل المجازر التي قام بها النظام وشبيحته ضده، ثوب المذهبية الطائفية والتي هي ابعد ما تكون عن هذا الشعب. فهو يعرف بان كل اتهاماته ما هي الا تبريرا لقتاله الشعب السوري وذلك لاسباب طائفية مذهبية، لا اكثر ولا أقل، دفاعا عن نظام يريد ان يغرق الشعب في حرب طائفية لا يريدها.