رئيس التحرير: بهنان يامين
تنويه: جميع المقالات المنشورة في مجلة الحضارة تعبر عن آراء كتابها فقط، ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف المجلة أو فريق عملها.
  • تسجيل الدخول
تأسست في 20 أكتوبر 2006
مجلة الحضارة
لا حضارة بدون سلام وحرية ..... No civilization without peace and freedom
Notification:
This is the official website of the Syrian National Dome, and we have no affiliation with any similar site...
لا توجد نتيجة
عرض كافة النتائج
  • الصفحة الرئيسية
  • مقالات بهنان يامين
    • English انكليزي
    • Russian الروسية
    • French فرنسي
    • Arabic عربي
  • مقالات وتحاليل
    • الجميع
    • Arabic عربي
    • English انكليزي
    • French فرنسي
    • Russian الروسية
    slide 12 to 17 of 9
    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    جمال الشوفي

    الجلاء وأوهام الاستقلال

    إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    جمال الشوفي

    الجلاء وأوهام الاستقلال

    إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    جمال الشوفي

    الجلاء وأوهام الاستقلال

    إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

  • مجلة الحضارة
    • وجهة نظر
    • وثائق
    • ميديا
    • Arabic عربي
      • العدد الاول
    • English انكليزي
      • العدد الثاني
  • الكتاب
  • شركائنا
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • Arabic
    • Arabic
    • English
    • French
  • الصفحة الرئيسية
  • مقالات بهنان يامين
    • English انكليزي
    • Russian الروسية
    • French فرنسي
    • Arabic عربي
  • مقالات وتحاليل
    • الجميع
    • Arabic عربي
    • English انكليزي
    • French فرنسي
    • Russian الروسية
    slide 12 to 17 of 9
    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    جمال الشوفي

    الجلاء وأوهام الاستقلال

    إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    جمال الشوفي

    الجلاء وأوهام الاستقلال

    إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    جمال الشوفي

    الجلاء وأوهام الاستقلال

    إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    وهم سيادة دول الهلال الشيعي

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    La lourde dette de l’humanité envers la Syrie

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    الأنظمة العربية بين التضليل والخداع بقلم وفيق عرنوس

    أمير ميكافيللي وقوة القانون

    أمير ميكافيللي وقوة القانون .. بقلم جاك جوزيف أوسي

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

    الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

  • مجلة الحضارة
    • وجهة نظر
    • وثائق
    • ميديا
    • Arabic عربي
      • العدد الاول
    • English انكليزي
      • العدد الثاني
  • الكتاب
  • شركائنا
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • Arabic
    • Arabic
    • English
    • French
لا توجد نتيجة
عرض كافة النتائج
مجلة الحضارة
لا توجد نتيجة
عرض كافة النتائج

مســـيــحــيـــة لــلــشـعـــب!

ميشيل كيلو بقلم . ميشيل كيلو
يونيو 18, 2012
- في مقالات وتحاليل
A A
0
الدولة السوية والدولة العقيمة

الدولة السوية والدولة العقيمة

0
المشاركات
11
القراءة
Share on FacebookShare on Twitter

لم تكن المسيحية يوما للمسيحيين وحدهم. قبل يسوع الناصري لم يكن هناك مسيحيون، ولو كان المخلص للمسيحيين وحدهم، لما كانت لرسالته وحياته قيمتها الإنسانية الخالدة التي تتمتع بها، ولكان مصلحا عاديا جاء إلى قوم بعينه ثم مضى في سبيله. لم يأت المسيح برسالته إلى المسيحيين وحدهم، ولم يكن بين مقاصده إقصاء غير المسيحيين من قيمها، فالمسيح لم يكن لبشر او لمؤمنين بعينهم، بل كان، بلغة القرآن الكريم: “رحمة للعالمين“

– لا شك في أن اضطهاد المسيحيين طيلة قرون قدموا خلالها تضحيات هائلة، وعاشوا في حالات كثيرة بسرية وملاحقة، هو الذي أجبرهم على اعتبار دينهم رابطة تجمعهم وتحفظهم، مع أنهم لم يتوقفوا عن نشره بين غير المؤمنين به، واعتبروا نجاحه في جذب هؤلاء إلى الإيمان دليلا على سمو ورفعة رسالته وعلى طبيعتها الإلهية ومقاصدها القدسية. وقد أدى الاضطهاد إلى تبلور جانبين جوهريين في عمل اتباع الدين الجديد: أولهما أن وحدة الجماعة المسيحية لا يجوز أن تبقيها منغلقة على ذاتها، أو عاجزة عن التوجه إلى غير المسيحيين ومخاطبتهم والدفاع عنهم باعتبارهم هم أيضا «ابناء الله». وثانيهما: أن الآخر هو قصد المسيحي وهدفه، ليس لأنه مسيحي مثله، بل لانه عكس ذلك بالضبط: ليس مسيحيا، ويرجح أن يكون في حالات كثيرة كارها للمسيحية وعدوا لها.

– لعب الصراع الديني الممزوج بمصالح دنيوية غلفت عديدا من توجهات الدين الجديد، دورا في انغلاقه على ذاته، وفي اعتبار بعض اتباع الأديان الأخرى «خصوما للمسيحية» لا فائدة في الحوار معهم والتوجه إليهم، وفي حالات عديدة لا أمل في شفائهم من آثامهم، فالجهد الذي يبذل لكسبهم إلى جانب المسيحية أكبر من أي عائد يمكن أن يترتب على انضمامهم إليها. تلك كانت حقبة غلبت فيها السياسة على جوهر المسيحية ووضعته في خدمتها، ما شوش سماته الأصلية وصفاته الرحمانية والإنسانية، وشوهه وقوض جوانب مما حمله على امتداد تاريخ طويل من « رحمة للعالمين «.

– أخيرا، لعبت الصراعت الدينية التي نشبت بين المذاهب المسيحية، وداخلها، دورا هائلا في انفراز اتباع الدين الجديد على أسس غير مسيحية، فقد كفّر هؤلاء بعضهم بعضا، ومارسوا عمليات إبادة جماعية ضد الذي يختلف من المسيحيين عن مذهبهم. ولعله ليس سرا أن الحروب الدينية التي عرفتها أوروبا بين البروتستانت والكاثوليك، قد أدت إلى هلاك ملايين المسيحيين، باسم رسالة يسوع الناصري، ولمجد الرب.

مرت المسيحية إذاً باطوار أخذتها من الانفتاح على البشرية بأسرها، إلى الانغلاق على الذات في طور أول، ثم إلى انغلاق فرقها ومذاهبها على المختلف والآخر من المسيحيين انفسهم في مرحلة ثانية، خدمة لمقاصد مؤسسات سياسية تخلقت في بدايات تشكل الدول القومية واسرها الحاكمة، او تلبية لمصالح وأغراض قادة المؤسسات الكنسية، الذين صاروا بدورهم «أمراء للكنيسة»، في محاكاة صادقة للسلط الدنيوية، التي تجعل من بعض القوم أمراء دنيويين لمؤسسات سياسية، وبعضهم الآخر أمراء كنسيين يديرون مؤسسات دينية، بعيدا عن أي اعتبارات مسيحية أو اخلاقية، غالبا.

واليوم، تدخل المسيحية المشرقية في طور غربة عن بيئتها التاريخية ووسطها المجتمعي، وتظهر العداء الصريح ضد المختلف: مسيحيا كان أم غير مسيحي، وتمارس ضربا من عنصرية مذهبية تجعل من «المسيحي» كائنا أعلى، مترفعا عن الكائنات الأدنى التي تنتمي إلى غير مذهبه أو دينه، بينما يمارس أمراء كنائسها انحيازا سافرا إلى ظلم يشبه ذاك الذي أوقعته روما بالمسيحية الأولى، ويتحالفون مع أمراء السلطة الدنيويين، ويحرضون اتباعهم ضد خصومهم هؤلاء من المسيحيين أيضا، الذين يظهرونهم بمظهر الخارجين على المسيحية والدين، لمجرد أنهم ليسوا مع السلطة أو معارضين أو مقاومين لها، حتى أن مطرانا في واحدة من أكبر كنائس دمشق استدعى عناصر الأمن إلى كنيسته وسلمهم شبانا اتوا إلى مكتبه ليحتجوا على انحياز الكنيسة إلى النظام في الصراع الذي تعيشه سوريا، ويلفتوا نظره إلى مخاطر دوره الشخصي في تحريض بعض الشبان والشابات التابعين لكنيسته على الاحتفال بمقتل شبان مسلمين من بلدة مجاورة لدمشق تتظاهر ضد النظام. بل إن هناك من تلقى رسائل تهديد من زعران يصفون أنفسهم بـ«شبيحة المسيح» ( تصوروا إلى اي درك من الانحطاط وصلت امور الكنيسة: صار للمسيح شبيحة «!) تعلمهم أن مصيرهم قد تقرر، وأنهم سيقومون بقتلهم بمجرد أن تسنح لهم الفرصة لذلك. ومع أنني رددت شخصيا بلطف ومنطق حواري على رسالة تلقيتها تهددني بالقتل، فإن كاتبها اعلمني في رسالة ثانية أنه سيشكوني إلى الأمن لأنني ارسلت عناصر من الجيش الحر لاغتياله، أنا الذي لا اعرف اسم هذا الجبان الذي يطلق على نفسه لقبا تكريميا هو: شبيح المسيح»، ولا اعرف أحدا في الجيش السوري الحر ولست على صلة مع السلاح ومن يتسلحون.

هل يخسر المسيحيون كنيسة يسوع الناصري لمصلحة كنيسة شبيحة؟ ألا يحتم هذا الواقع المشين رد الكنيسة في بلادنا إلى موقعها من حياة المسيحيين والمجتمع السوري، وخاصة منه مجتمع المسلمين بغض النظر عن مللهم ونحلهم؟. أليس من واجبنا جميعا إنقاذ الكنيسة من الذين يرون فيها مؤسسة أميرية متحالفة مع مؤسسة ملكية هي السلطة الحاكمة أو تابعة لها؟. لن يكون رد الكنيسة إلى المسيحيين ممكنا من دون ردها إلى الشعب باسره، وقبل كل شيء إلى المسلمين، إلى من كان منهم مع السلطة: لإنقاذه من جنونه وفاشيته وعنفه الذي يدمره، أو ضدها: لمواساته في مصابه، والتضامن معه، واحتضانه وتخفيف آلامه، ومساعدته على تخطي ما يواجهه من قتل وملاحقة وتشريد وجوع، ولمنعه في الوقت نفسه من الانجرار وراء العنف والرد على السلطة بأساليبها الإبادية، التي لا يقرها قانون أو دين أو عرف، ولم يسبق لما يماثلها أن حدث في احلك فترات تاريخنا المظلمة!

لا يكون رد الكنيسة إلى الشعب، إلى المسيحيين عبر الشعب كله، إلا باستعادة هويتها التاريخية التي جعلت رجالا منها يخفون في أقبية كنائسهم طيلة أشهر من كانوا يقاتلون بالسلاح المستعمر الأجنبي، المسيحي مثلهم. وجعلت المسيحيين شركاء للمسلمين في الثقافة والتاريخ والمطامح والمصير وجزءا تكوينيا من مجتمع واحد كانوا السباقين إلى تأسيسه، وجعلت المسلمين يفتحون مساجدهم لصلوات المسيحيين وأعراسهم وجنازاتهم، فلا يفهم مخلوق اليوم، يعرف تاريخ سوريا، كيف يسمح رجل دين لنفسه بالتحول إلى مخبر لدى الأجهزة الأمنية، وكيف تسكت كنيسة الإنسان عن ذبح الأطفال، إلا إذا كانت لا ترى فيهم بشرا، واعتقدت، كالوحوش الذين يذبحونهم، أنهم لا يستحقون الحياة، وآمنت مثلهم بأنهم سيصيرون إرهابيين، إن هم تركوا ليكبروا ويصيروا رجالا!

لن تنجح كنيسة سوريا الحالية في إيجاد أعذار لمعظم كهنتها ولمواقفها، إن هي استمرت في اعتبار نفسها كنيسة خاصة بطائفتها وحدها وليست كنيسة للشعب: لهؤلاء المظلومين والمقهورين والمعرضين للقتل المباح والمجاني، لمجرد أنهم يطالبون بحقوقهم كبشر. كما ان الكنيسة لن تسترد صفتها ككنيسة للمسيح إذا لم ينزل كهنتها إلى الشارع مطالبين ليس فقط بحماية حياة المسلمين: إخوتهم في الإنسانية والإيمان بالله، بل كذلك بحقوقهم وحريتهم، وبرفع يد البطش والقتل عنهم، وبرد كرامتهم إليهم، وبمعاملتهم كمواطنين اصحاب وطن يجب أن يشاركوا في تقرير شؤونه، وليسوا ضيوفا عند أحد أو عبيدا لسلطة أو حاكم. ولن تسترد الكنيسة مكانها من المجتمع، إذا كانت لا ترى فيه مجتمعا لها أيضا عليه واجبات جدية تجاهه، وإذا كانت تعتقد أن المسيح لم يفتد غير ذلك العدد القليل من المسيحيين، الذين آمنوا به، ولم يشمل بفدائه الإنسان، مع أنه كان يصف نفسه بـ«ابن الإنسان»، ابن كل إنسان، وأنه لو قرر اليوم العودة إلينا لكان أول ما سيفعله النزول إلى الشارع والمشاركة في المظاهرات المطالبة بحرية وكرامة الإنسان، والذهاب إلى الخالدية وادلب ومعرة النعمان والحفة وسلمى وبانياس ودوما وعربين وكفر بطنا والحراك والمسيفرة، لمشاركة أهلها في موتهم وآلامهم، وربما مخاطبة ربه من جديد معاتبا: إلوهي، إلوهي، لم شبقتني: إلهي، إلهي، لماذا تركتني (تركتهم)، وهو لن يقبل بالتأكيد أن يكون الوكيل البطريركي المطران لوقا الخوري، الذي سلم المسيحيين والمسيحيات الخمسة إلى المخابرات، كاهنا في كنيسة تحمل اسمه، ولطرده منها بالغضب الذي طرد به التجار من الهيكل!.

ليست الكنيسة بخير. إنها مريضة إلى الدرجة التي تجعلها لا تشعر بآلام وعذابات من افتادهم يسوع الناصري بحياته. ولا بد من أن ينتفض الكهنة ضد أمرائها»، ويخرج الشعب عن صمته ويهجرها لأنها لا تشعر بعذاب وموت المعذبين، بل تعيش راضية هانية وسط الموت وانهار الدماء البريئة المسفوحة. ولا بد من أن يقاطعها المسيحيون إلى أن تعود كنيسة للشعب: المسلم كالمسيحي، لكونها بهذا وحده تكون ما عليها أن تكونه: كنيسة الرب، لا كنيسة امراء المخابرات!

ميشيل كيلو

ميشيل كيلو

متعلق بـ المقالة

إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

إيلون ماسك: هل سيكون العقل المدبر خلف إدارة ترامب الثانية؟

نوفمبر 15, 2024
الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

الهجرة الواسعة للمسيحيين المشرقيين وتهميش حضارة المنطقة

نوفمبر 2, 2024
جمال الشوفي

الجلاء وأوهام الاستقلال

أكتوبر 26, 2024
إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

أكتوبر 6, 2024
وهم سيادة دول الهلال الشيعي

وهم سيادة دول الهلال الشيعي

أبريل 26, 2024
مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

مفهوم المواطنة مقابل مفهوم الاقليات

أبريل 19, 2020
المقالة التالية
عوائق نجاح مؤتمرات المعارضة السورية

عوائق نجاح مؤتمرات المعارضة السورية

الأرشيف

اختر شهر
    • الأكثر قراءة
    • الأكثر تعليقاً
    • الأحدث
    مجازر جماعية و جرائم ضد الإنسانية و استباحة قرى الحصن كاملة

    جرائم بشر يازجي زعيم الفتنة الطائفية وشبيح النظام وقائد ميليشيات تدعي المسيحية ومجرم حرب

    أغسطس 14, 2014
    فاديا اللحام (أغنيس) أراهبة أم عميلة مخابرات - مجلة الحضارة

    فاديا اللحام (أغنيس) أراهبة أم عميلة مخابرات

    نوفمبر 7, 2013
    مسيحيو سورية أثناء الانتداب الفرنسي: مواقفهم ودورهم في البناء والنضال

    مسيحيو سورية أثناء الانتداب الفرنسي: مواقفهم ودورهم في البناء والنضال

    مايو 26, 2012
    توثيق مجزرة الحولة : مجزرة الحولة … وتحويل السهل الأخضر إلى يباس

    توثيق مجزرة الحولة : مجزرة الحولة … وتحويل السهل الأخضر إلى يباس

    مايو 29, 2012
    Communiqué of Aleppo Issued by Churches’ Leaders in Aleppo-Syria

    Communiqué of Aleppo Issued by Churches’ Leaders in Aleppo-Syria

    1
    رسالة مفتوحة من أمين سر منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام

    رسالة مفتوحة من أمين سر منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام

    1
    Lettre ouverte à Mon Seigneur l’archevêque Hilarion Capucci, membre de la délégation du régime syrien à Genève 2.

    Lettre ouverte à Mon Seigneur l’archevêque Hilarion Capucci, membre de la délégation du régime syrien à Genève 2.

    1
    إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

    1
    كلمة المطران المغيَّب مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم: دعوة للوحدة ونبذ التقسيم في سوريا

    كلمة المطران المغيَّب مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم: دعوة للوحدة ونبذ التقسيم في سوريا

    مارس 25, 2025
    المشروع الوطني السوري هو العلاج الأمثل

    المشروع الوطني السوري هو العلاج الأمثل

    يناير 14, 2025
    سيرورة الثورة السورية: تحديات الواقع وآفاق المستقبل

    فــي الـمــوضــوعـيــة

    ديسمبر 29, 2024
    أحمد الشرع: بين حلم الديمقراطية وكابوس الاستبداد

    أحمد الشرع: بين حلم الديمقراطية وكابوس الاستبداد

    ديسمبر 27, 2024

    تصنيفات

    اختر التصنيف

      اخترنا لك ..

      مقالات بهنان يامين

      كلمة المطران المغيَّب مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم: دعوة للوحدة ونبذ التقسيم في سوريا

      منذ شهرين
      وجهة نظر

      المشروع الوطني السوري هو العلاج الأمثل

      منذ 4 أشهر
      وجهة نظر

      فــي الـمــوضــوعـيــة

      منذ 5 أشهر
      وجهة نظر

      أحمد الشرع: بين حلم الديمقراطية وكابوس الاستبداد

      منذ 5 أشهر

      مجلة الحضارة

       هي مجلة إلكترونية رائدة تقدم مقالات تحليلية وموارد تعليمية حول التراث الثقافي والتاريخي للحضارات عبر العصور. يوفر الموقع محتوى دقيق وموثوق يستهدف المهتمين بالتاريخ والثقافة، ويتميز بتصميم سهل التصفح وتجربة قراءة مريحة.

      • سياسة الخصوصية
      • سياسة الاستخدام
      • معايير النشر
      Menu
      • سياسة الخصوصية
      • سياسة الاستخدام
      • معايير النشر

      اشترك بنشرتنا البريدية

      جميع الحقوق محفوظة لصالح مجلة الحضارة © 2010 بموجب قانون الالفية لحماية حقوق الطبع والنشر لعام 2024
      لا توجد نتيجة
      عرض كافة النتائج
      • الصفحة الرئيسية
      • مقالات بهنان يامين
        • English انكليزي
        • Russian الروسية
        • French فرنسي
        • Arabic عربي
      • مقالات وتحاليل
      • مجلة الحضارة
        • وجهة نظر
        • وثائق
        • ميديا
        • Arabic عربي
          • العدد الاول
        • English انكليزي
          • العدد الثاني
      • الكتاب
      • شركائنا
      • من نحن
      • اتصل بنا
      • تسجيل الدخول

      جميع الحقوق محفوظة مجلة الحضارة © 2024

      Welcome Back!

      Login to your account below

      Forgotten Password?

      Retrieve your password

      Please enter your username or email address to reset your password.

      Log In