قافلة الثوره السوريه على درب النصر تسير د.الياس وردة

قافلة الثوره السوريه على درب النصر تسير

د.الياس وردة : كلنا شركاء

لم يعد مقبولا ولا محتملا أن تتكرر أكثر من اللازم أصوات تدعوا إلى التعايش مع النظام باسم المصلحه (وأحيانا المصالحه) الوطنيه وأخرى تخوفنا من التدخل الأجنبي التركي أوالقطري أوالسعودي أوالأطلسي وأحيانا الكوني! إني لا أعرف الوسط السياسي جيدا وليس هذا استخفافا بأحد وإنما تقصيرا من طرفي. ولكن ما أراه الآن وبعد مضي مايناهز عاما ونصف على  اندلاع الثورة السوريه، من هذ ا الوسط، لا يشجع حقا على بذل الجهد والوقت  اللازمين لهذه المعرفه إلا من بعض الشخصيات الوطنيه المناضله والتي أثبتت وما تزال تثبت وطنيتها والتزامها بقضية الشعب وثورته المجيده. وإنه لشر ف كبير التعرف على هذه الشخصيات ودعمها ومساعدتها لنصرة الوطن وعزته.

 إني أعتبر أن أكبر خيانة في تاريخ سوريا الحديث هو مايقوم به هذا النظام المحتل لسوريا (وليس الحاكم لها)، من قتل ودمار واغتصاب وتفتيت للوحدة الوطنيه بتأجيج الصراع الطائفي وإضعاف الوطن لعقود قادمه. ليس لأحد من حق أن يُساوِم الشعب بين الخنوع لكل فساد هذا النظام الوراثي والطائفي والخائن لقضية العرب الأولى والعيش دون كرامة وحرية كعمال في مزرعه آل الأسد وزبائنهم وبين مايسمونه خطر التدخل الأجنبي والذ ي لم يتم إلا لصالح النظام.

لم يقتل الاحتلال الصهيوني من فلسطينيين بقدر ماقتل النظام السوري منهم في لبنان والأردن وما يفعله اليوم على أرض سوريا الحبيبه. كيف لكم أن تساوموننا على كرامتنا وحريتنا للقبول بآل الأسد أو تحميلنا مسؤولية خطر التدخل الخارجي بينما هذا يتم لدعم النظام (حتى الآن على الأقل). من منع بشار الأسد للقيام بإصلاح جدي والتعاون مع القوى الوطنيه وقطع الطريق على مخاطر تدخلات شجع عليها قتله وعنفه هو وزبانيته، بهدف سحق الثوره. إذا وافقناكم فعلينا القبول بمنطق النظام : الأسد أو نحرق البلد.

إن أي تحول ثوري يحمل في طياته مخاطر ولكن دون القبول بها لبقيت الإنسانيه في مكانها تحت وطأه الاستعمار والتبعيه. ونحن سنتحمل المخاطر التي يتحمل مسؤوليتها النظام وسيعرف الشعب العظيم كيف سيصل إلى تحقيق أهدافه ولن تخيفه وكما يقول جبران خليل جبران "أشواك السبيل" لأنه يعرف طريقه أكثر من أصوات تدعي الوطنيه بينما يصب ما تقوله (وخاصة لم تقل ذلك قبل الثوره!)

في خانة النظام وخدمة  بقائه.إن عملنا اليوم هو فعلا عمل وطني لتحرير سوريا العزيزه وإعادتها لمواطنيها جميعا رجالا ونساء. ولم يعد مقبولا أن تأتي أصوات غربان تخيفنا من التدخل الأجنبي ضد النظام بينما الشعب السوري العظيم يقارع وحده هذه العصابه التي لا تتورع عن أي شيء من أجل بقائها. سكتت أبواق النظام من أمثال طالب ابراهيم ليأتينا الآن أبواق تدعي الوطنيه لكي تبث سمومها ضد الثوره بينما تُغتصَب الحرائر ويذبح الأطفال وتدمر المنازل وتشرَد العائلات وتحرق المحاصيل ولم يتحرك وجدانهم الوطني إلا بالخوف من احتمال تدخل أجنبي ضد النظام ولا يخافون إلا من قطر والسعوديه وليس من إيران وروسيا وأنصار نصر الله! في الثورة السوريه مخاطر وأخطار كثيره على  طريقها ولكن  العيش بكرامة وحريه وفي ظل سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان تستحق التضحيه من أجلها وإني أصرخ وبكل جوارحي ومع شعبنا المنتفض الشجاع: "الموت ولا المذله" ولا تخافوا على ذلك شعب من مخاطر التدخلات الأجنبيه أو المتطرفه من قاعده وغيرها، فالشعب الذي كان أول رئيس وزرائه فارس الخوري منذ مايقارب السبعين عاما، وعَرض على الشيخ صالح العلي نفس المنصب ونادى قادته منذ ذلك الزمن بأن "الدين لله والوطن للجميع" هو شعب بطل، شعب يعرف أين سيذهب بوطنه، شعب يستحق الحياة الكريمه على أرض أبيه وأجداده، ويعرف كيف يصون وحدته ووحدة ترابه وسيثبت للعالم أجمع قدرته على  المضي بثورته إلى  النصر وإلى بناء الدولة الديموقراطيه التي سلبت منه منذ عقود ويعرف كيف سيعيد إلى سوريا مجدها ومسيرتها الحضاريه التي تمتد  جذورها إلى آلاف السنين.

د. الياس ورده

استاذ جامعي وباحث في علم الفيزياء، جامعة باريس، فرنسا