!حرب لإبادة الشعب

 

 

حرب لإبادة الشعب ! 

   ليس ما جرى بالأمس في داريا سوى محطة بارزة من محطات مخطط حربي أمر قادة النظام بتطبيقه بدءا من يوم 17/8/2012، يقوم على استخدام مفتوح ومسرف لكل ما في حوزته من قوة وسلاح بهدف أوحد هو سحق الشعب وتصفية الثورة والجيش الحر ضمن مدة أقصاها الثاني من شهر أيلول الآتي.

   وقد ركز النظام جهده الحربي الإجرامي على منطقة دمشق وحوران لاعتقاده أن معركة حلب ستكون طويلة وخاسرة ، وأن عليه تحصين وتطهير مواقعه في دمشق وضواحيها ، المنطقة التي ستكون ساحة النزال الأخيرة ، التي سيتوقف عليها مصيره ، وسينطلق منها فيما بعد ليشن هجوما عاما على بقية مناطق سوريا، بعد أن قرر إبادة الشعب عامة والذكور منه خاصة بدءا من سن الخامسة عشرة ، كما فعل في ضواحي دمشق الداخلية كالقدم وكفرسوسة والتضامن والمعضمية والقابون وبرزة ومساكن برزه وجوبر وعربين وسقبا وحمورية والحراك ودرعا وداعل وطفس ، ويفعل منذ أيام في الغوطتين الشرقية والغربية ، حيث يبيد أجيالا كاملة من المواطنين وتفوق أعداد ضحاياه كثيراً عمّا يعلن عنه الإعلام ، ويقدم على جرائمه بعد قصف يستمر لفترة طويلة ، هدفه قتل أكبر عدد من السكان وتهجير الناجين منهم وتشريدهم ليكونوا عبئا لا يحتمل على المناطق التي يقصدونها، التي تنتظر بدورها نصيبها من حملة الإبادة ، علماً أنه يوزع جثث المقتولين عليها بعد إبلاغ ذويهم بوجودها في مناطق اخرى ، إمعانا منه في إذلالهم والتلاعب بهم ودفعهم إلى حال من اليأس والشعور بالهزيمة والإحباط ترغمهم على الاستسلام والإقلاع عن المشاركة في الثورة .

   وكان الأسد قد أبلغ ساسة لبنانيين أنه لن يسلم السلطة إلا بعد أن تكون سوريا قد أصبحت ركاما ، وها هو يحول بالفعل بلادنا إلى ركام، ويشن اليوم حرب إبادة ضد دمشق وضواحيها وحوران ، سيوسعها لتشمل غدا بقية وطننا ، لذا لا بد من نجدة من تستهدفهم الحرب الإجرامية ومساعدتهم بجميع الوسائل والقدرات على تخطي هذه المرحلة العصيبة ، وما يفتك بهم من قتل وتجويع واغتصاب وتصفيات فردية وجماعية واعتقال ، ولا بديل عن هبة وطنية عامة ترد على المخطط الإجرامي الذي يتعرضون له ، وترد كيد النظام إلى نحره وتدحر قواته .

أخيرا لابد من تصعيد المعركة الدائرة في بقية مناطق سوريا ضد هجوم القوات والميلشيات الأسدية الاستراتيجي العام ، الذي يحتاج تعبئة جميع الطاقات لصده وإنزال الهزيمة به ، ولا مفر أخيرا من برنامج موحد تنجزه المعارضة كي تنظم العلاقات بين أطرافها ومع الجيش الحر، يقوم على انتزاع زمام المبادرة من المجرمين خلال أقصر وقت وفي كافة المجالات ، وعلى إحداث تحول نهائي في علاقات الصراع يمكن الشعب من القضاء على نظام يستخدم كل ما بحوزته من وسائل  كي يخرج من مأزقه ويهزم الشعب ، وعلينا أن نستخدم من جانبنا جميع وسائل النضال من أجل أن نهزمه ونسحقه ونخرجه نهائيا من حياتنا .

   أيها السوريون : هذه معركة كل فرد مننا . لنخوضها متحدين بالروح الاستشهادية الرائعة التي حركتنا طيلة عام ونصف ، و لنكونون على ثقة من أن النصر صار حقا صبر ساعة، وأنه في متناول أيدينا ، وأن نظام الإجرام والقتل الجماعي سيسقط ، لأن من يخطط لقتل شعب عظيم مثلكم ساقط لا محالة .

القاهرة في 26 /8/2012             المنبر الديموقراطي السوري