توفي الفنان السوري، خالد تاجا، عن عمرٍ يناهز الـ73 عامًا، بعد صراعٍ مع المرض في الأيَّام الأخيرة من حياته، وذلك بعد تعرُّضه لجلطةٍ في الرئتين.
دمشق: توفي ظهر أمس الأربعاء الفنان السوري، خالد تاجا، الملقب بـ”أنطوني كوين العرب” بعد صراعٍ مع المرض في مستشفى الشامي عن عمر يناهز (73 عاما)، حيث تعرض تاجا إلى جلطة حادة في رئتيه منذ عشرة أيام.
والفنان خالد تاجا شاهد على تألق الدراما السورية وأبدى عدة شخصيات حملت سمات متنوعة، وشارك في العديد من المسلسلات السورية زعيمًا ومحاربًا وسائقًا، وكان في كل الاتجاهات.
ولد تاجا بحي ركن الدين الدمشقي وهو من أصل كردي، بدأ حياته كممثل في فيلم “سائق الشاحنة” الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966 وقدم العديد من الافلام وله رصيد كبير من المسلسلات والأعمال التلفزيونية ومن أهم أعماله الفنية مسلسلات “التغريبة الفلسطينية”، و”أخوة التراب”، و”أيام شامية”، و”الزير سالم”، و”الفصول الأربعة”، و”بقعة ضوء”، و”زمن العار”، و”يوميات مديرعام”، وغيرها من الاعمال المسرحية والسينمائية.
وطوال أكثر من خمسين عاماً، بقي تاجا من الفنانين المكرّسين في سوريا والعالم العربي، ومن أبرز وجوه الدراما السورية، وقدم ما يزيد عن مئة عمل فني.
بدأ مشواره عام 1957 مع فرقة المسرح الحر التي ضمّت نخبة من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد، وحكمت محسن، وأنور البابا، وكان يرأسها الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي.
قدم العديد من الأفلام السينمائية بدءاً من دور البطولة في “رجال تحت الشمس” وليس انتهاءً بفيلم “الفهد”، وآخر فيلم قدمه عام 2010 حمل اسم “دمشق مع حبي” مع المخرج محمد عبد العزيز.
أما على صعيد المسلسلات التلفزيونية، فيمتلك تاجا رصيداً كبيراً من الأعمال التي ظهر من خلالها في أدوارٍ وشخصيات لا يمكن نسيانها في سوريا، ومن أعماله الدرامية “جريمة في الذاكرة”، “هجرة القلوب إلى القلوب”، “أيام شامية”، “يوميات مدير عام”، “نهاية رجل شجاع”، “أخوة التراب”، “الفصول الأربعة”، “التغريبة الفلسطينية”، “زمن العار” وغيرها الكثير.
تزوج خالد تاجا أربع مرات، الأولى توفيت في حادث سير، وانتهت الزيجتان الأخريان بالانفصال ولم ينجب، لكنّه عاد وتتزوج من سيدة هولندية ولديه منها فتاة تعيش في هولندا.
وفور انتشار خبر رحيل خالد تاجا أمس، سارع معظم الفنانين السوريين إلى نعيه وتقديم واجب العزاء لعائلته.
وبينما ذهب عديدون منهم إلى مستشفى الشامي حيث يرقد جثمان الفنان السوري لمواساة أهله خصوصاً شقيقاته، نعاه آخرون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، وغصت المواقع والمنتديات الالكترونية بنعيه وتقديم واجب العزاء، تماماً كالمستشفى الذي استقبل العديد من أصدقاء الفنان السوري وزملائه ومحبيه.
وكتبت المخرجة رشا شربتجي: “وداعاً خالد تاجا، وداعاً للظاهرة العربية، وداعاً للإنسان الحساس المبدع الطريف، وداعاً خالد تاجا النجم والأب والصديق والأستاذ، وداعاً لكنك ستبقى في قلوبنا“.
أما شكران مرتجى التي لطالما كانت تكذّب شائعة وفاة تاجا أثناء مرضه في الأيام الماضية، أكدت أنّ أكثر ما أثّرَ في تعليقات أصدقائها أنهم ينتظرون منها أن تكذب خبر الوفاة، وكتبت: “هذه المرة لن أكذب الخبر فهو حقيقة مرة“.
من جهتها، قالت كندة علوش: “فلترقد بسلام، خالد تاجا، موت الكبار کبيرٌ مثلهم، رحمك الله، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، سنفتقدك دائماً“.
بدوره، رفض مصطفى الخاني أن يكون تاجا “أنطوني كوين العرب” كما سماه الشاعر محمود درويش، بل سيبقى “خالد تاجا العرب”، مضيفاً أنّ تاجا لن يترجل من قلوبنا