رئيس التحرير: بهنان يامين
تنويه: جميع المقالات المنشورة في مجلة الحضارة تعبر عن آراء كتابها فقط، ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف المجلة أو فريق عملها.
  • تسجيل الدخول
تأسست في 20 أكتوبر 2006
مجلة الحضارة
لا حضارة بدون سلام وحرية ..... No civilization without peace and freedom
Notification:
This is the official website of the Syrian National Dome, and we have no affiliation with any similar site...
لا توجد نتيجة
عرض كافة النتائج
  • الصفحة الرئيسية
  • مقالات بهنان يامين
    • English انكليزي
    • Russian الروسية
    • French فرنسي
    • Arabic عربي
  • مقالات وتحاليل
    • الجميع
    • Arabic عربي
    • English انكليزي
    • French فرنسي
    • Russian الروسية
    عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل الجنون إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

    عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل “الجنون” إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

    عقلية القطيع... هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

    عقلية القطيع… هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

    بين الاستنارة والتضليل.. كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

    بين الاستنارة والتضليل: كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

    لعبة الأمم الكبرى.. هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

    لعبة الأمم الكبرى: هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

    المساجين-السوريون-في-لبنان.-عدالة-معلّقة-بين-الدولة-العميقة-ومسارات-الإصلاح

    المساجين السوريون في لبنان… عدالة عالقة بين أنياب الدولة العميقة وضمير القضاء

    تقرير استراتيجي سري.. تحليل المخططات العالمية لاختراق الدول العربية - تفكيك الاستراتيجيات، أدوات السيطرة، وصياغة خطة الدفاع السيادي

    تقرير استراتيجي سري: تحليل المخططات العالمية لاختراق الدول العربية: تفكيك الاستراتيجيات، أدوات السيطرة، وصياغة خطة الدفاع السيادي

    سوريا.. تفكيك هندسة السيطرة الطائفية وبناء الدولة المدنية كشرط للبقاء

    الثورة السورية… انتصارٌ عظيم أم فخّ “تأكل فيه الثورة أبطالها”؟

    سردية تلفيق أسطورة إسرائيل الكبرى

    سردية تلفيق أسطورة “إسرائيل الكبرى”

    العلاقاتُ السُّوريّةُ – الرُّوسيّةُ في ضوءِ زيارةِ رئيسِ الجمهوريّةِ إلى موسكو

    بيان سياسي حزبي

  • مجلة الحضارة
    • وجهة نظر
    • وثائق
    • ميديا
    • Arabic عربي
      • العدد الاول
    • English انكليزي
      • العدد الثاني
  • الكتاب
  • شركائنا
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • Arabic
    • Arabic
    • English
    • French
  • الصفحة الرئيسية
  • مقالات بهنان يامين
    • English انكليزي
    • Russian الروسية
    • French فرنسي
    • Arabic عربي
  • مقالات وتحاليل
    • الجميع
    • Arabic عربي
    • English انكليزي
    • French فرنسي
    • Russian الروسية
    عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل الجنون إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

    عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل “الجنون” إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

    عقلية القطيع... هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

    عقلية القطيع… هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

    بين الاستنارة والتضليل.. كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

    بين الاستنارة والتضليل: كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

    لعبة الأمم الكبرى.. هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

    لعبة الأمم الكبرى: هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

    المساجين-السوريون-في-لبنان.-عدالة-معلّقة-بين-الدولة-العميقة-ومسارات-الإصلاح

    المساجين السوريون في لبنان… عدالة عالقة بين أنياب الدولة العميقة وضمير القضاء

    تقرير استراتيجي سري.. تحليل المخططات العالمية لاختراق الدول العربية - تفكيك الاستراتيجيات، أدوات السيطرة، وصياغة خطة الدفاع السيادي

    تقرير استراتيجي سري: تحليل المخططات العالمية لاختراق الدول العربية: تفكيك الاستراتيجيات، أدوات السيطرة، وصياغة خطة الدفاع السيادي

    سوريا.. تفكيك هندسة السيطرة الطائفية وبناء الدولة المدنية كشرط للبقاء

    الثورة السورية… انتصارٌ عظيم أم فخّ “تأكل فيه الثورة أبطالها”؟

    سردية تلفيق أسطورة إسرائيل الكبرى

    سردية تلفيق أسطورة “إسرائيل الكبرى”

    العلاقاتُ السُّوريّةُ – الرُّوسيّةُ في ضوءِ زيارةِ رئيسِ الجمهوريّةِ إلى موسكو

    بيان سياسي حزبي

  • مجلة الحضارة
    • وجهة نظر
    • وثائق
    • ميديا
    • Arabic عربي
      • العدد الاول
    • English انكليزي
      • العدد الثاني
  • الكتاب
  • شركائنا
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • Arabic
    • Arabic
    • English
    • French
لا توجد نتيجة
عرض كافة النتائج
مجلة الحضارة
لا توجد نتيجة
عرض كافة النتائج

الابتسامة مرآة توازن الإنسان النفسي بقلم: الدكتور غريغوار مرشو

بهنان يامين بقلم . بهنان يامين
فبراير 10, 2012
- في مقالات وتحاليل
A A
0
الابتسامة مرآة توازن الإنسان النفسي    بقلم: الدكتور غريغوار مرشو
0
المشاركات
24
القراءة
Share on FacebookShare on Twitter

الابتسامة مرآة توازن الإنسان النفسي

  بقلم: الدكتور غريغوار مرشو

          إنّ التحدّث عن موضوع الابتسامة أو الابتسام يبدو للوهلة الأُولى مفاجئاً لبعضهم إذ قلّما تمّت إثارته في ندوة أو محاضرة كمحور نظراً إلى ما يُسبّبه لصاحبه من حرج ويضعه في موضع مساءلة. غير أنّ ما حثّنا إلى تناوله هو كَون الابتسام، على الرغم من تعبيره، بوجه عامّ، عن فاعليَّة الإنسان وتوازنه النَفْسيّ وقدرته على امتصاص الأزمات والتكيّف مع ما يدور في العالَم من أحداث ومتغيّرات، يبقى هذا الابتسام مهدّداً بالاحتجاب والاغتيال نظراً إلى ما طرأ ويطرأ على حياتنا من تحوّلات سياسيَّة واقتصاديَّة ونَفْسيَّة اجتماعيَّة ضاغطة وصادمة مُعيقة للتواصل المثمر والتفاعل الخلاّق بين الناس. ثمّ إذا كان الابتسام يبدأ معنا بشكل طبيعيّ منذ الطفولة، فهو حينما يتبدّى على وجوهنا في سنّ الشباب والرشد يأخذ أشكالاً متنوّعة ومختلفة ابتداءً من الابتسام الطبيعيّ العفويّ حتّى الابتسام الاصطناعيّ كمجرّد زينة أو حلية على وجه الإنسان. يُضاف إلى ذلك أنّ للابتسام أزماناً وفصولاً وأسراراً ولا يمكن الحفاظ عليه بالمطلق، إذ قد تستولي على الإنسان أحوال وظروف ومواقف وصدمات قد تحجب عنه الابتسام مؤقّتاً أو دائماً حينما لا يلاقي صاحبه تعزيزات اجتماعيَّة مُنشّطة له.

          بناءً على ما تقدّم أقول إذا كان الابتسام يُعتبر فاعليَّة عامّة بين أفراد البَشَر كَون الإنسان هو إنسان ضاحك منذ نعومة أظفاره، فهذا يعني أنّ الابتسامة، في الأيّام الأُولى، تعود إلى أصل بيولوجيّ بدليل أنّها تظهر عند جميع الأطفال وحتّى لدى المكفوفين أو الصمّ والبكم. لكنّ هذا الأصل البيولوجيّ يحتاجُ إلى تعزيز وإلاّ ستنطفئ هذه الابتسامة وبخاصّة عند المكفوفين والصمّ والبكم حينما ينعدم التعزيز الاجتماعيّ.

1-  الابتسام ومراحل الطفولة

          يمرّ الابتسام بمراحل متعدّدة خلال السنة الأُولى من حياة الطفل وهي:

أ-مرحلة الابتسامة الانعكاسيَّة حيث ترى الطفل يضحك حتّى في نومه إثر حلم ما. وهذه الابتسامة الانعكاسيَّة تُستمَدّ أيضاً من مثيرات مختلفة كالدغدغة أو اللمس أو الإيماءات إلخ…

          لكنّ هذه الابتسامة لا تحمل سمات الابتسامة التي يقوم بها الراشد حيث يكون هناك انفراج في الفم لفترة قصيرة، وليس هناك بريق في العينين أو تجاعيد حول العينين، وهذا يعود طبعاً إلى أنّ مصدر هذه الابتسامة هو تذبذبات في الجهاز العصبيّ.

ب- ثمّ في المرحلة الثانية حينما يبلغ الطفل الشهرين يبدأ بالنظر في الوجوه ويبتسم لها. وهذه تعتبر باكورة الابتسامة الاجتماعيَّة ولكنّها ابتسامة غير انتقائيَّة. فهو يبتسم لصورة معينّة، بل يبتسم لأيّ صورة تحمل سمات إنسان كصورته في المرآة أو صورة قناع أو أيّ شيء لافت للنظر.

جـ- أمّا في مرحلة الشهر السادس فيُصبح الطفل انتقائيّاً وتُصبح الابتسامة اجتماعيَّة انتقائيَّة، أي يبتسم للوجوه التي ينتقيها ويختارها ويطمئنّ إليها، ولا يبتسم لبعض الوجوه الأُخرى. في الحقيقة تُعدّ الابتسامة بحدّ ذاتها عاملاً أساسيّاً في النموّ الاجتماعيّ. لأنّ الابتسام يدفع الآخَرين إلى التعامل مع الطفل والتفاعل معه وهذا يُعتبر عنصراً مهمّاً جدّاً لنموّ الطفل وتوازنه النَفْسيّ في ما بعد.

2-  ظاهرة الابتسام عند الراشدين

          لكن، إذا انتقلنا إلى ظاهرة الابتسام عند الراشدين فنجد أنّ الابتسام ينضح عموماً بما في الإنسان من توازن نَفْسيّ كَونه ثمرة تفاعل صاحبه مع بيئته الداخليَّة والخارجيَّة. فالتفاعل مع المحيط الداخليّ يتضمّن فهم الشخص لذاته ومعرفة قدراته ودوافعه واتّجاهاته والعمل على الاشتغال عليها من أجل تنميتها وتطويرها وتحقيقها.

أمّا التفاعل مع المحيط الخارجيّ فيتضمّن فهم الواقع وشروطه ومتغيّرات البيئة وظروفها، والعمل على استنباط إمكانات جديدة منه لإبعاد الخطر عن الذات وتعديل السلوك بما يتناسب مع المستجدّات والأحداث المعاصرة. وأخيراً العمل المنتج خلال سعي الفرد لتحقيق ذاته. إلاّ أنّ هذا السعي لا يخلو من الانفتاح على الآخَرين والمرونة في التعاون معهم والقبول باختلافهم وتفهّمهم بدون أحكام مسبقة. ودليل ذلك حبّ الآخَرين واستيعاب مستويات إمكاناتهم واحترامهم، وتكوين علاقات اجتماعيَّة مُرضية معهم. وهذا يُبيّن إلى أيّ مدى أصحاب هذا الانفتاح مُدركون نواحي القوّة والضعف فيهم، بحيث يُتيح لهم ذلك استثمار نواحي القوّة وتقبّل الضعف. لذلك نراهم مرنين في مواجهة مطالب الحياة وأزماتها وإحباطاتها اعتقاداً منهم أنّ الحياة لا تخلو من مطالب وصعوبات وأزمات ولابدّ من مواجهتها والتغلّب عليها.

          لعلّ هذا ما يدفعنا إلى القول: إذا كان الابتسام هو مرآة التوازن النَفْسيّ للإنسان وسمة عامّة لدى أصحابه فلا يخلو من حالات الاحتجاب المؤقّتة حيال المواقف الصعبة، ولكن سرعان ما يبتلعونها ويهضمونها نَفْسيّاً بُغية التكيّف معها ثمّ تجاوزها.

          ثمّ ما يعزّز الابتسام عند الشخص هو رضاه عن عمله ونجاحه الكفؤ فيه وميله إليه. لهذا السبب يُركّز علماء النَفْس المهنيّ والصناعيّ على هذا الجانب من خلال الاهتمام بعمليّتَي التعليم المهنيّ والتوجيه المهنيّ اللذين يهدفان إلى وضع الرَجل المناسب في مكانه المناسب. الأمر الذي يُشجّعه على الإقبال على الحياة والمشارَكة المناسبة في حياة المجتمَع وتطويره وتقدّمه وتحديثه.

          لكن إذا كان المثل الرائج عند الناس أنّ الإناء ينضح بما فيه فهذا الأمر لا ينطبق على جميع الناس وعلاقاتهم في ما بينهم، إذ كثيراً ما يصادفنا في حياتنا اليوميَّة تلوّنات من الابتسامات تغالط هذا المثل لأنّها لا تعبّر عن مكنونات النَفْس على نحو صادق والاختلافات في تفسيرها عديدة. على سبيل المثال:

– هناك الابتسامة الخبيثة المعروفة بالابتسامة الصفراويَّة التي تحمل في طيّاتها شحنات من الغيرة والحسد والعدوانيَّة المبطّنة.

-ثمّ الابتسامة الخجولة التي تنمّ على حرج مبطن وعدم قدرة التكيّف المرن مع الأجواء المحيطة. فصاحبها يلجأ إليها كردّ فعل استباقيّ لتخفيف رقابة أو عدوانيَّة محتملة من قِبل الآخَر تجاهه.

– وكذلك الابتسامة الحزينة التي يحار الكثيرون في تفسيرها! ولنا في لوحة الجوكندا لليوناردو دافنشي خير مثال عنها.

– ثمّ الابتسامة التهكّميَّة الساخرة تحمل في أثنائها مشاعر الانتقاص من الآخَر والتذاكي عليه.

– ثمّ الابتسامة الممسرحة المغتصبة اغتصاباً تُفرض على الشخص من قبيل المجاملة وتسيير الأمور. وآليّتها مجّانيَّة ميكانيكيّة لا تنبع من القلب. وأكثر ما نشاهد هذه الظاهرة في أوساط النجوم السينمائيّين والمطربين والمطربات والمذيعين والمذيعات وأصحاب الدعاية.

– أمّا الابتسامة الإغوائيَّة فغاية صاحبها الإيقاع بالآخَر واستهلاكه أو استغلاله ثمّ الانتقال إلى غيره. وأكثر مَن يتوسّلها الشخصيّات الدونجوانيَّة أو الكازانوفيَّة، سواء أذكوراً كانوا أم إناثاً. وأصحاب هذه الابتسامة ينطبق عليهم المثل القائل: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.

– وللابتسامة الدبلوماسيَّة عدّة تلوّنات. منها ما يقوم على استعلائيَّة متغطرسة متأنّفة معقودة على نرجسيَّة عدوانيَّة وعقدة التفوّق النخبويّ وقد يتوسّلها صاحبها كقناع لتمويه كلّ ما يخبّئه للآخَر ولإضفاء نوع من الشرعيَّة على كلّ ما يستصدره من إملاءات قهريَّة تجاه الآخَرين. وثمّة ابتسامة دبلوماسيَّة تكون مسكونة بالممالقة النفعيَّة المفرطة، وتعبّر عن مدى رغبة صاحبها في انتزاع رضى المتسلّط عليه وقبوله به في تحالفه تجاه الخصوم. وثمّة ابتسامة دبلوماسيَّة يتحصّن بها صاحبها بُغية تليين قلب المتسلّط والحصول منه على الحقوق المهضومة.

فهذه الأنماط من الابتسامات قد تنسحب على قسم كبير من العلاقات سواء ما بين رؤساء الدول أو ما بين الحكّام والمحكومين أو المدراء والمُدارين أو الأساتذة والطلبة. وإضافةً إلى هذه الأنماط من الابتسامات هناك ابتسامات لها أبعاد تلقائيَّة عفويَّة، لكن مربوطة بالأزمان والفصول كما أسلفنا. مثلاً في زمن الرخاء والازدهار والأمان والسلم الاجتماعيّ تكثر الابتسامات عند الناس، وخاصّة في فصل الربيع حيث القلوب تتفتّح لاستقبال مباهج الطبيعة وحيويّتها.

 3-  أسباب احتجاب الابتسام

          في الحقيقة، ثمّة أسباب خارجيَّة وداخليَّة لاحتجاب الابتسام. الخارجيّة تتجسّد في الضغوطات على اختلاف أشكالها: السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والتربويّة التقليديَّة المفوّتة التي تلمّ بالمجتمَع وما تحمله من متغيّرات مفاجئة وتحدّيات وتهديدات وصدمات تطال الصغار والكبار. وبسبب الشعور بالعجز في مجابهتها وتفهّمها للتأثير فيها ولتجاوزها إلى ما هو أفضل يُسلّم أصحابها أنفسهم للأقدار كي تُبدّل الأحوال. وهذا ما تتمخّض عنه أشكال من القلق والإحباط والخوف من المستقبل إلى الحدّ الذي يسرق متعة الابتسام عند أغلبيَّة الناس وأفضاله الصحّيَّة النَفْسيَّة عليهم.

          أمّا الأسباب الذاتيَّة لاحتجاب الابتسام فقد تتولّد من عدّة أفكار ثابتة تتحكّم في لاوعي وفي وعي أصحابها. فمنهم مَن ينطلق من فكرة أنّ الابتسام سمة من سمات الضعف في الشخصيَّة وغياب الرجولة والفحولة والهيبة والسطوة والتأثير في الآخَرين، فلا بدّ من العبوس لفرض الاحترام والوقار عليهم. وقد يلجأ إليه قسم كبير من المثقَّفين المصابين بتضخّم أنويّ، انطلاقاً من فكرة مسبقة الصنع مفادها أنّ من مواصفات المثقّف الجادّ والنضالويّ أن يكون عبوساً مُقطّباً الجبين ومترفّعاً ومتأنّفاً لأنّه يُخيّل له أنّه من جِبِلَّةٍ أسمى من عامّة الناس لكَونهم مجرّد رعاع لا يستحقّون البسمة. وهذا يدلّ على مدى استلابهم عن واقعهم وعلى مدى ميلهم إلى إعطاء صورة عصمويَّة عن ذاتهم وإخفائهم، بالتالي، أمّيّتهم في قراءة الواقع واستيعابه للتواصل معه على نحو تفاعليّ لا تقاعسيّ، بذريعة أنّه لا خير يُرجى من هذه الأُمّة. وإذ صادف وابتسم أصحاب هذا النمط من المثقّفين فابتسامهم لا يكون إلاّ في ما بينهم بغاية السخريَّة من هؤلاء الناس المحسوبين على الطرف الأدنى في سُلّم النوع الإنسانيّ. وقد يتوسّل بعض الأثرياء والبخلاء هذا النمط من العبوس لقطع الطريق على من يطلب العَون الماليّ أو الاستدانة منهم، فيتظاهرون بفقر الحال وسوء الأحوال الاقتصاديَّة. ومنهم من يتقنّعون بالعبوس على حساب الابتسامة لتمويه مركّبات نقصهم وسدّ الطريق على مَن يجرؤون على كشف عيوبهم وعدم كفاءتهم للمنصب الذي يشغلونه. لذلك نرى أصحاب هذا التصوّر يتشدّدون بشكل متزمّت بالنظام والانضباط والأخلاق الصارمة سواء بغاية الابتزاز النَفْسيّ أو المادّيّ. وإذا حدث وابتسم هؤلاء فابتسامهم يكون في غياب مَن يمتثلون لهم للتلذّذ بما ألحقوه بالآخَرين من أسباب الخوف والرضوخ.

          لكنّ ثمّة حالات كنّا استخرجناها من الحقل العياديّ النَفْسيّ تبيّن أنّ أسباب احتجاب الابتسام لدى أصحابها ناجم عن وطأة الاكتئاب التي تجتاحهم وتشلّ تدريجيّاً إرادتهم. ويندرج اكتئابهم في ثلاثة مستويات تطال الأطفال والمراهقين والراشدين والمسنّين.

–  في المستوى الأوّل: نرى بعض المكتئبين يرغبون في الابتسام، ولكنّ ثمّة إعاقات نَفْسيَّة لاواعية تُكبّلهم وتجعلهم مُرغمين على العبوس متمنّين تدخّل أيّ شخص لانتشالهم من حالتهم الاكتئابيَّة.

–  في المستوى الثاني: يتبدّى لنا أنّ المكتئبين قد بلغت بهم الحالة إلى الحدّ الذي يجعلهم يستغربون ابتسام الآخَرين وفرحهم، ويرون أنّه ليس ثمّة ما يستحقّ الابتسام، إذ الدنيا سواد في سواد.

–  في المستوى الثالث: قد يبلغ بهم الاكتئاب، تحت ضغوط مشاعر الإثم والذَنْب ونكران الذات إلى تعذيب الذات وجلدها إلى الحدّ الذي يعتقدون أنّهم لا يستحقّون هذه الحياة مثل غيرهم. وهذه الحالة تدلّ على أقصى حالات الشعور بالدونيَّة والانتحار البطيء.

          في نهاية التحليل نقول: إذا كان لهذه الحالات في السابق من المتنفّسات في فضفضة الهموم والشجون عن طريق الأصدقاء والصديقات أو رجال الِدين أو بعض الأطبّاء والحكماء أو العقاقير.. فقد صار اليوم، نتيجة تعقيد الحياة وانحسار الأُسرة الكبيرة وغياب التآنس لكثرة الثراء والنجاح غير المشروع على حساب المقهورين، يُحتاج إلى نخب جديدة فاعلة ناشطة متعدّدة الاختصاصات. وذلك بُغية تفعيل المجتمَع وتطويره ليستعيد الإنسان توازنه النَفْسيّ وكرامته ومن ثمّ ابتسامه، وإلاّ فإنّ أيّ تقاعس في تدارك علاج هذه الحالات سيتسبّب في تناسل سلوكيّات ملتوية للتخفيف من المعاناة، سواء بالإدمان المفرط على الكحول أو المخدّرات أو حبوب الأعصاب، أو سيتسبّب في إفراز أمراض وأعراض نَفْسيَّة جسميَّة قد تبدأ بالقرحة والكولون والشقيقة وتنتهي بالشلل الجزئيّ أو الكلّيّ أو الجلطات الدماغيَّة القلبيَّة.

          من هنا، تمسّ الحاجة إلى استراتيجيَّة تعليميَّة وتربويَّة وقائيَّة جديدة تقوم على فلسفة التآنس من حيث كَونها إمكانيَّة التفكير في الشروط الموضوعيَّة والروحيَّة للعيش معاً في كنف السعادة الذي في أساسه الأنس والمحبّة. وقد تظهر هذه الفلسفة في التصوّرات التي تتحدّد حول مفاهيم الاتّفاق والتواصل والتآزر والتحافز والضيافة. هذه المفاهيم كلّها هي تصوّرات تعالج وضعيَّة الإنسان المتردّية في عالَم تسيطر عليه معقوليَّة الهيمنة، هذه المعقوليَّة التي تتمحوَر حول العقل الأداتيّ الحسابيّ النفعيّ المنغلق. غير أنّ فلسفة التآنس التي تقوم على تعايش المحبّة لا تنفي بطبيعة الحال ما يصبغ العلاقات البَشَريَّة من العنف والصراعات والتأزّم والتوتّر، كما لا تنفي ما يطبع تنسيق هذه العلاقات من طابع سياسيّ يقوم على الترغيب والتخويف، لكنّها تحاول، على الأقلّ، التفكير في إمكانيَّة تخليق الحياة المشترَكة بإعطائها صبغة إنسانيَّة كونيَّة لعلّها بذلك تقلّل من وطأة أعمال العنف والمكر والخبث والجشع التي تمارسها الدول المستقوية على شعوبها المستضعفة.


بهنان يامين

بهنان يامين

كاتب وسياسي سوري، مواليد 1948 في بلدة الدرباسية من الجزيرة السورية، انتقل إلى جونية – لبنان، ودرس فيها الابتدائية والاعدادية والثانوية العامة. إجازة في آداب اللغة الفرنسية من جامعة حلب، درَّس اللغة الفرنسية في ثانويات وكليات جامعة حلب ومعاهدها، انتسب الى حزب العمال الثوري العربي عام 1966، حيث استلم فرع حلب والطبقة. أسس دار الحضارة للطباعة والنشر والتوزيع عام 1977 وبقيت موجودة حتى هجرته القسرية الى الولايات المتحدة الأميركية – ولاية كاليفورنيا مدينة لوس انجلوس. في الاغتراب شغل منصب مدير تحرير جريدة العرب التي تصدر في كاليفورنيا. عضو في حزب الجمهورية قيد التأسيس.

متعلق بـ المقالة

عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل الجنون إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل “الجنون” إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

نوفمبر 14, 2025
عقلية القطيع... هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

عقلية القطيع… هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

نوفمبر 13, 2025
بين الاستنارة والتضليل.. كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

بين الاستنارة والتضليل: كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

نوفمبر 13, 2025
لعبة الأمم الكبرى.. هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

لعبة الأمم الكبرى: هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

نوفمبر 13, 2025
المساجين-السوريون-في-لبنان.-عدالة-معلّقة-بين-الدولة-العميقة-ومسارات-الإصلاح

المساجين السوريون في لبنان… عدالة عالقة بين أنياب الدولة العميقة وضمير القضاء

نوفمبر 5, 2025
تقرير استراتيجي سري.. تحليل المخططات العالمية لاختراق الدول العربية - تفكيك الاستراتيجيات، أدوات السيطرة، وصياغة خطة الدفاع السيادي

تقرير استراتيجي سري: تحليل المخططات العالمية لاختراق الدول العربية: تفكيك الاستراتيجيات، أدوات السيطرة، وصياغة خطة الدفاع السيادي

نوفمبر 5, 2025
المقالة التالية
ملاحظات على مشروع الدستور السوري الجديد

ملاحظات على مشروع الدستور السوري الجديد

الأرشيف

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
  • الأحدث
مجازر جماعية و جرائم ضد الإنسانية و استباحة قرى الحصن كاملة

جرائم بشر يازجي زعيم الفتنة الطائفية وشبيح النظام وقائد ميليشيات تدعي المسيحية ومجرم حرب

أغسطس 14, 2014
فاديا اللحام (أغنيس) أراهبة أم عميلة مخابرات - مجلة الحضارة

فاديا اللحام (أغنيس) أراهبة أم عميلة مخابرات

نوفمبر 7, 2013
مسيحيو سورية أثناء الانتداب الفرنسي: مواقفهم ودورهم في البناء والنضال

مسيحيو سورية أثناء الانتداب الفرنسي: مواقفهم ودورهم في البناء والنضال

مايو 26, 2012
توثيق مجزرة الحولة : مجزرة الحولة … وتحويل السهل الأخضر إلى يباس

توثيق مجزرة الحولة : مجزرة الحولة … وتحويل السهل الأخضر إلى يباس

مايو 29, 2012
Communiqué of Aleppo Issued by Churches’ Leaders in Aleppo-Syria

Communiqué of Aleppo Issued by Churches’ Leaders in Aleppo-Syria

1
رسالة مفتوحة من أمين سر منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام

رسالة مفتوحة من أمين سر منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام

1
Lettre ouverte à Mon Seigneur l’archevêque Hilarion Capucci, membre de la délégation du régime syrien à Genève 2.

Lettre ouverte à Mon Seigneur l’archevêque Hilarion Capucci, membre de la délégation du régime syrien à Genève 2.

1
إسرائيل بعد اغتيال نصرالله.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

إسرائيل بعد اجتياح لبنان.. هل تكون سوريا المحطة التالية؟

1
عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل الجنون إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل “الجنون” إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

نوفمبر 14, 2025
عقلية القطيع... هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

عقلية القطيع… هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

نوفمبر 13, 2025
بين الاستنارة والتضليل.. كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

بين الاستنارة والتضليل: كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

نوفمبر 13, 2025
لعبة الأمم الكبرى.. هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

لعبة الأمم الكبرى: هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

نوفمبر 13, 2025

تصنيفات

اخترنا لك ..

مقالات وتحاليل

عندما يتَنَّدر أهل حمص على أنفسهم.. يتحوَّل “الجنون” إلى وسيلة للبقاء ‎وعلامة فخر؟

منذ 3 أسابيع
مقالات وتحاليل

عقلية القطيع… هل أنت متورط فيها دون أن تدري؟

منذ 3 أسابيع
مقالات وتحاليل

بين الاستنارة والتضليل: كيف صودِر الوعي السوري في معركة الإعلام؟

منذ 3 أسابيع
مقالات وتحاليل

لعبة الأمم الكبرى: هل يعاد تشكيل العالم على أنقاضنا؟

منذ 3 أسابيع

مجلة الحضارة

 هي مجلة إلكترونية رائدة تقدم مقالات تحليلية وموارد تعليمية حول التراث الثقافي والتاريخي للحضارات عبر العصور. يوفر الموقع محتوى دقيق وموثوق يستهدف المهتمين بالتاريخ والثقافة، ويتميز بتصميم سهل التصفح وتجربة قراءة مريحة.

  • سياسة الخصوصية
  • سياسة الاستخدام
  • معايير النشر
Menu
  • سياسة الخصوصية
  • سياسة الاستخدام
  • معايير النشر

اشترك بنشرتنا البريدية

جميع الحقوق محفوظة لصالح مجلة الحضارة © 2010 بموجب قانون الالفية لحماية حقوق الطبع والنشر لعام 2024
لا توجد نتيجة
عرض كافة النتائج
  • الصفحة الرئيسية
  • مقالات بهنان يامين
    • English انكليزي
    • Russian الروسية
    • French فرنسي
    • Arabic عربي
  • مقالات وتحاليل
  • مجلة الحضارة
    • وجهة نظر
    • وثائق
    • ميديا
    • Arabic عربي
      • العدد الاول
    • English انكليزي
      • العدد الثاني
  • الكتاب
  • شركائنا
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • تسجيل الدخول

جميع الحقوق محفوظة مجلة الحضارة © 2024

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In