هل فشــل الحل السيـاسـي للمسألة السورية؟؟ بقلم بهنان يامين

هل فشــل الحل السيـاسـي للمسألة السورية؟؟

                                                                بقلم بهنان يامين

بهنان يامين جديدة

    منذ أن أعلن عن جنيف 2، المستند الى جنيف1، والجميع ينعي هذا اللقاء. فالكل معارضة ومؤيدون بكافة مشاربهم، كانوا معارضين بشكل او بأخر لانعقاد هذا اللقاء الذي سيضع الجميع امام حقيقة ضرورة التعامل مع المسألة السورية بالطرق السلمية دون توقف العمل العسكري، الذي لا يزال النظام الفاشي في دمشق ينتهجه، وبالمزيد من الشراسة.

   بعد ان انتهت الجولة الثانية، والتي قد تكون النهائية، فهل فشل مؤتمر جنيف يعني نهاية الحل السلمي للصراع في وعلى سورية؟

   سؤال تسارع الكثيرون الى دفن هذا الحل دون النظر الى سلبياته او ايجابياته التي ترافقت مع كلا جلستي المؤتمر.

   من سلبيات تلك الجلستين كانت بأن كلا الطرفين قد جاء بدون اي حسن نية وبالتالي انعدام الثقة ما بين المعارضين والنظام. ومن السلبيات ايضاً ان كلا الطرفين جاءا الى الموتمر تحت ضغط الراعيين الروسي الامريكي، وهو ما أضعف تشكيلة كلا الوفدين. أحد السلبيات على المعارضة كان انسحاب المجلس الوطني من الأئتلاف، وهو موقف خاطئ كونه لم يترك مجالاً للتراجع في حال فشل المؤتمر وكان من الافضل لو ان المجلس الوطني قد اتخذ قرار تجميد عضويته في الائتلاف، بانتظار النتائج التي ستتمخض عنه هذه المفاوضات.

  من ايجابيات جنيف2، كان اضطرار وفد من النظام، رغم ضعفه، حيث كان تشكيله من كومبارس في هيكلية النظام، الى الجـلوس مع وفد من المعارضة، رغم ضعفه ايضاً، بأن هناك طرفاً معارضاً ومهماً في المسألة السورية، ولم ينفعه إصراره بأن ما يجري في سورية هو حرب على الارهاب، وهو بذلك أعترف بالمعارضة السورية طرفاً مفاوضاً.

   من ايجابيات الجلسة الافتتاحية ايضا، كشف فشل السياسية الخارجية للنظام السوري، فوليد المعلم، الذي أزال اوروبا من الخارطة الدولية، أظهر بأنه غير دبلوماسي، لا بل وقح، وذلك في نقطتين، الاولى عدم احترامه الوقت وتجاوزه ذلك رغم جرس الانذار الذي قرع لخمس مرات لاسكاته، والثانية الطريقة الوقحة التي أجاب بها بان كي مون على هذا التجاوز، ومن جهة أخرى كان طريقة مد أصبعه في وجه وزير الخارجية الامريكي، مخاطبا اياه بمستر كيري، وفي العرف الدبلوماسي كان عليه ان يسميه، بالسيد وزير الخارجية، هذا التصرف المولدن اثبت مرة أخرى بأن السياسة الخارجية للنظام السوري سياسة فاشلة وخرقاء.

  ظهر النظام ضعيفاً وخاصة مستشارته، العجوز الشمطاء بثينة شعبان، عندما حاولت ان تستخدم المسألة المسيحية في سورية، من أجل استعطاف الغرب في هذه المسألة وكأنها كانت تشحذ هذا العطف، ولم يشفع لها وجود المطران كبوجي في الصفوف الخلفية لوفد النظام، معتقدة بأن القضية المسيحية هي سلعة فشلت ببيعها للغربيين، ناسية، وبغباء سياسي واضح، بأن الغرب والامريكيين لا زالوا يعتبرون المسيحيين مواطنيين سوريين مثلهم مثل المسلمين، ولو كان غير ذلك لكانوا اوجدوا قرارات خاصة لحماية المسيحيين وبالتالي تهجيرهم من المنطقة.

  كشف المؤتمر الفشل الاعلامي لوفد النظام، حيث غرق الوفد بسجالات كانت أقرب الى الشتائم والسباب والتهرب من اسئلة الصحافيين، ولقد كان فيصل المقداد وعمران الزعبي ولونا الشبل وبشار الجعفري إعلاميين من الدرجة العاشرة حيث كانوا يلجأون الى السلبية والشخصانية وشتم الصحافيين، وهو ما يوحي ضعف هذا النظام الذي بقي منذ نصف قرن يستخدم الاعلام بطريقة كرتونية وتمجيدية للقائد والحزب القائد.

   من ايجابيات مشاركة المعارضة في كلا الجلستين، اظهرها بأنها أكثر دبلوماسية من وفد النظام، وهو قد استجرإعترافاً دولياً بأنه ندً للنظام، لا بل هو أفضل بكثير من وفد النظام، وكان أحترام الجربا لباقي الوفود من خلال احترامه للوقت وحديثه الدبلوماسي والهادئ وكشفه بأن النظام ليس أكثر من عصابات ترتكب الجرائم، وما رفضه لوقف إطلاق النار في سورية، وخاصة في مدينة حمص القديمة، المحاصرة والجائعة، حيث ظهر بأنه نظام غير انساني، وطائفي كون المحاصرين هم من المسلمين السنة ومن المسيحيين، وهو موقف استهجنه معظم المجتمع الدولي المدان ايضاً كونه لا يأخذ موقفاً من الحالة الانسانية التي يعيشها السوريون.

   بالمحصلة كان أعتذار الاخضر الابراهيمي من الشعب السوري، بمثابة أعلان لفشل جنيف 2، محملاً النظام هذا الفشل كونه رفض ان يتفق على جدول اعمال قبلته المعارضة، وهو يضع مرة أخرى الشعب السوري امام مصيره الغامض في قتاله ضد بربرية هذا النظام.