بات الجميع يعرف ما هي “داعش”، فهذه التسمية أطلقها مؤيدو الثورة السورية، على المنظمة الارهابية والمتطرفة المسماة الدولة الاسلامية في العراق والشام، وهي منظمة برزت فجاءة لتحتل كل من الرقة ودير الزور وتل أبيض ومحافظة الحسكة وكذلك قسم كبير من حلب، وهذه المنظمة إدعت بانها مرتبطة بالقاعدة في بدايتها الا ان اعلن أيمن الظواهري عدم اعترافه بهذه المنظمة. إدعت هذه المنظمة بأنها تريد قيام دولة إسلامية شرعية، تعتمد الدولة الاسلامية المتطرفة حيث تعيد الى الوراء المنطقة مئات السنوات، ان لم نقل الى ما قبل القرون الوسطى أكثر مما هي في الواقع. هذا هو الوجه الاول للعملة، وهذه المنظمة تدعي بأنها سنية الهوية، والحقيقة هي سِنَوية.
أما الوجه الآخر للعملة “حالش” فهي التسمية التي أطلقها ايضا المؤيدون للثورة، وهي إختصار لحزب الله اللبناني الشيعي، وهو ايضا منظمة أرهابية متطرفة، يقاتل تحت مظلتها كل من حزب الله اللبناني الشيعي، كتائب ابو الفضل العباس العراقية، العديد من الكتائب العراقية الشيعية المتطرفة، الحرس الثوري الايراني والملحقين به من باكستانيين وأفغانيين وغيرهم من الشيعة والمتشيعين الاجانب، كما يدخل تحت هذه المظلة المقاتلين من كتائب البعث وجيش الدفاع التشبيحي والحزب القومي السوري وحركة أمل الخ … من المنظمات التي تقتل الشعب السوري المنتفض لحريته وكرامته، وهذه المنظمة شيعية الهوية والحقيقة هي شِيعَوية.
المنظمتان تسفكان الدم السوري بشكل يومي في كل انحاء سورية، وكلاهما تعمل على خدمة النظام الفاشي الحاكم والآيل الى السقوط في دمشق، وهما ترتكبان الموبقات من قتل وخطف للاطفال والنساء والشيوخ وكل من يخالفهم الرأي،
“داعش” تدعي القتال والحكم باسم الشريعة الاسلامية بمذهبها السني، وهذه الشريعة براء منها. اما “حالش” فهي تقاتل في سبيل الانتقام لحفيد الرسول الحسين بن علي بن ابي طالب الذي قتل بخيانة من قبل العراقيين الذين استدعوه الى العراق ليغتالوه بطريقة بشعة في كربلاء، وذلك منذ 1400 سنة، وفي قتالهم يرفعون شعارات طائفية كـ “لبيك يا حسين” و” زينب لا تسبى مرتين” الخ من الشعارات الطائفية التي يرفضها الشيعة العقلانيون، وموخراً كان نشيد علي بركات ” أحسم نصرك في يبرود…” الا دعوة الى قتال وقتل أهل يبرود، وقد كان رد الشهيد مروان دمشقية بنشيد معبر يقول ” أحفر قبرك في يبرود، ولقد وجد مروان قتيلاً منذ يومين في منطقة نهر الكلب ذز الاغلبية المسيحية وبالطبع قتله جاء انتقاماً لنشيده.
انه التطرف الاسلاموي ولا نقول الاسلامي، فالاسلام براء مِن كل مِن ” داعش” و “حالش” ومن يساندهما من التنظيمات المتطرفة التي تقاتل الاولى، من أجل تشويه الثورة السورية، حيث ان داعش تدعي بانها جزء من الثورة السورية والثورة السورية براء من هذا التنظيم المتطرف والذي بتصرفاته لا يخدم الا النظام الذي تقاتله الثورة السورية، والدليل على رفض قوى الثورة لها هو قتال الجيش الحر لها في كل من حلب ودير الزور والرقة والتي أخرجها منها، وقيادات هذه المنظمة هي من بقايا الاسلامويين الذي أطلقهم بشار الاسد بمراسيم عفوه المتعددة في 2011، وهم الذين تربوا في حضن المجرم القاتل غير المؤسوف عليه جامع جامع، وهم تلاميذ ابي القعقاع الذي قتل في حلب، والذين كشفوه فاردوا التراجع فسقطوا في سجون جامع جامع، إضافة الى المتطرفين الذين فروا من سجن ابوغريب، بتسهيل من حكومة المالكي التي لا يخفي رئيسها تطرفه الشيعوي الذي في احد خطاباته الاخيرة كشف عن وجه المذهبي الطائفي بدعوته للانتقام للحسين وزينب وسكينة وغيرهم مِن مَن قتلوا في كربلاء، وبالطبع حسب إدعائهم، من جماعة يزيد بن معاوية اي أهل الشام المنتمي أغلبها الى المذهب السني.
أما “حالش” فهويتها معروفة، حيث أعلن أمينها العام حسن نصرالله جهاراً، بأنه يقاتل في سورية مع حليفيه النظام السوري الطائفي والنظام الاسلامي في طهران، ولقد بلغ به غيه الى دعوة اللبنانيين الذين يريدون قتاله في لبنان ان يذهبوا الى سورية ليقاتلوه هناك، والتي هي دعوة صريحة لقتل الشعب السوري، الذي يقاتل من أجل حريته وكرامته. ومقاتلي حالش يطلقون الشعارات الطائفية التي ذكرناها آنفاً وهو بالطبع يقاتل بحجج مختلفة التي في الحقيقة هي دفاع فقط عن النظام الاسدي القاتل.
مما لا شك فيه بأن كلا المنظمتين “داعش” و ” حالش”، وكلاهما غريب عن الأرض السورية، وغريب عن البيئة السورية الحديثة، سواء بأيدولوجيتهما المتطرفة او بتشكيلاتها من غير السوريين، ويتوحد في ذلك داعش وحالش، حيث كليهما يقاتل في صفوفه الغرباء عن سورية من عرب وأجانب، وكلا المنظمتين مرفوضتين سورياً، ومن يرفض الواحدة ويقبل الأخرى يكون أعمى البصر والبصيرة. ونحن نتمنى على الخائفين من داعش ان يخافوا ايضا من حالش لان كليهما مرفوض ومتطرف ولا يصح ان نرفض الاولى بسبب غربائها وتطرفهم ونقبل الثانية كونها تقاتل مع النظام الذي غسل دماغهم وننسى تطرفه الأيديولوجي.