السوريون ماضون من الجلاء الأول إلى الجلاء الثاني
في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل الشعب السوري بعيد الاستقلال تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي بعد 21 عاماً من المعاناة، وعديد الثورات قدّم خلالها الشعب السوري آلاف الشهداء، وكان شعارهم (الاستقلال يؤخذ ولا يعطى).
تشاء الصدف أن نحتفل بهذا اليوم مع مرور أكثر من سنة على الثورة السورية، ودماء الشعب السوري مازالت تنزف، هذا الشعب الذي أثبت عبقريته وعطاءه المطلق وشعاره الحالي ( الحرية تؤخذ ولا تعطى).
منذ العام 1970 تاريخ استيلاء حافظ الأسد على الحكم وحتى يومنا هذا ، تميزت هذه الفترة بالحكم الشمولي الأحادي الديكتاتوري الذي سخر الدولة لأهدافه الشخصية ونزع منها أركانها وسخّر الشعب لخدمته ، وفَكّك المجتمع فأفقده توازنه، ولكن أصالة هذه الأمة وما أودعه الله فيها من أسرار البقاء، وما في بنيتها من مناعة ضد الفناء، جعل من هذه الحقبة الطويلة إغفاءة لا موتاً، وسباتاً لا فناء.
نهض الشعب السوري يقول بشعاراته (حرية، حرية)، (الشعب السوري مابينذل)، (سلمية، سلمية)، (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد)، (اللي يقتل شعبه خاين)؛ جسدت هذه الشعارات وعي الشعب ووحدته، وسلميته وإصراره على استرداد الحرية والكرامة، والدولة المستلبة من قبل نظام فاسد.
كان الرد الطبيعي للنظام المفلس سياسياً هو الحل الأمني الممنهج، ونظرية ( إذا لم ينفع العنف المفرط فمزيد من العنف) ، ومع فشل كل الطرق لجأ النظام لحل الأرض المحروقة (إما أنا أو الخراب) ؛ وأمام هذا التدمير الشامل بات الدفاع عن النفس واجب.
إنّ الثورة السورية منتصرة لامحالة طال الزمن أو قصر ، ومهما كانت التضحيات، ومهما وصلت درجة التآمر سواءً من الداخل أو من الخارج ؛ وسيسترد الشعب السوري استقلاله الثاني من هذه الطغمة الحاكمة بالاعتماد على الذات، و بتنظيم ومنهجة الثورة وقدرتها على تجاوز العقبات ، وسنحتفل معاً بهذا اليوم القادم .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
النصر النصر لثورتنا المباركة
عاشت سوريا حرة أبية
المكتب الإعلامي للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية