اختتمت المعارضة السورية في اسطنبول أعمال مؤتمرها وتوصلت في نهايتها إلى وثيقة “العهد الوطني لسوريا المستقبل” التي سجّلت بعض القوى الكردية المنضوية في المجلس الوطني السوري اعتراضها عليها بانسحابها من المؤتمر ومن ثم بانسحابها من المؤتمر الصحافي الذي تم في خلاله اعلان الوثيقة، من دون الإعلان عن أسباب الخلاف.
وجاء في الوثيقة التي تلاها عضو المجلس الوطني السوري جورج صبرا:
– سوريا دولة مدنية تعددية مستقلة وحرة. دولة ذات سيادة تحدّد مستقبلها حسب ارادة الشعب السوري وحده والسيادة ملك حصري للشعب يمارسها من خلال العملية الديمقراطية.
– تلتزم الحكومة الإنتقالية فور سقوط النظام الحالي اللاشرعي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة تنبثق عنها جمعية تأسيسية تتولى صياغة دستور جديد، ويتضمن الدستور الجديد بنود هذا العهد ثم يطرح على الشعب للإستفتاء.
– سوريا الجديدة دولة ديمقراطية تقوم الدولة على الحياة الدستورية وسيادة القانون الذي يساوي بين المواطنين بغض النظر عن الإنتماء الديني أو الفكري أو القومي.لا
شكل احترام حقوق الإنسان في كل من الدولة والمجتمع هو حجر الزاوية في الديمقراطية الوليدة.
يفخر الشعب على التعدد الثقافي وتنوع الحياة الدينية إسلامية كانت أو مسيحية أو أي معتقدات أخرى وكلها جزء لا يتجزأ من الثقافة السورية والمجتمع السوري وجميعها ستشارك في بناء المستقبل كما شاركت في بناء الماضي.
قاعدة النظام السوري الديمقراطي الجديد سيبنى على الوحدة في التنوع وتضم الأشخاص والمكونات كافة للشعب السوري دون تمييز أو إقصاء.
يؤكد الدستور عدم التمييز بين أي من المكونات الدينية أو المذهبية أو القومية للشعب السوري من عرب وكرد وأشوريين وسريان وتركمان وغيرهم ويعترف بحقوقهم المتساوية ضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
يتم تنظيم إنتخابات نزيهة وحرة ودورية ويقام نظام متعدد الأحزاب ولن يوضع أي نوع من العقبات أمام المواطنين الراغبين في المشاركة في الحياة السياسية الديمراطية في سوريا.
يعكس المجلس النيابي المنتخب بحرية تامة ارادة الشعب ومصالحه ويعطي بذلك الشرعية الكاملة للحكومة المنبثقة عنه.
يُنتخب الرئيس السوري بحرية من قبل الشعب او البرلمان ولن يكون هناك حكم لفرد أو هيئة معينة وتُحدد صلاحيات الرئيس وفق الدستور على قاعدة فصل السلطات.
تضمن الحكومة المنتتخبة استقلال القضاء ومؤسساته استقلالاً تاماً لا لبس فيه.
يضمن الدستور حقوق الأفراد والجماعات ويلتزم الشرعة العالمية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
يحمي الدستور الحريات لعامة والخاصة لجميع المواطنين بما فيها حرية التعبير والرأي والإختيار والعقيدة وفق المواثيق الدولية.
يكفل حقوق المراة وحريتها ويحافظ على المكتسبات التي حصلت عليها مع ضمان حقوقها المدنية والسياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية ومشاركتها بالتساوي مع الرجل في جميع المجالات.
تضمن الدولة الجديدة اعلى درجات صيانة الحقوق والمكونات الدينية وتوفر حرية ممارسة الدين والعقيدة والفكر.
تكون كل السطات الرسمية ومؤسسات الدولة في خدمة الشعب وخاضعة له فعلياً وليس العكس.
تجريم كل أشكال التعذيب والمعاملة المسيئة والممارسات التي تحط من الكرامة الإنسانية مهما كانت الدوافع.
لن يُسمح لأحد بالإفلات من العقاب وتُعزز بشكل عاجل مبادئ المحاسبة وفق القانون وعبر القضاء العادل.
تخضع القوات المسلحة السورية للسلطة السياسية ولن تستخدم بعد اليوم للتدخل في الحياة السياسية أو التدخل للمحافظة على مصالح النظام وتكون بخدمة الشعب والدفاع عن الوطن واداؤها فخر واعتزاز للشعب.
اعادة بناء الأجهزة الأمنية على اسس دستورية وقانونية لتكون في خدمة الوطن والمواطن تحت رقابة السلطة التشريعية.
لا رغبة للثأر والإنتقام وتعمل السلطة الإنتقالية على توفير جميع الشروط لتضميد جروح الماضي وحماية الأفراد والجماعات وتعمل لمصالحة وطنية شاملة.
ستأخذ سوريا المكانة التي تستحقها بين الدول وفق المصالح المتبادلة والعمل المشترك والتعاون سيكون العنوان الرئيس لعلاقاتها ضمن القانون الدولي والسلام العادل.
تستعيد سوريا دورها الفاعل على الساحة الإقليمية والدولية وفي إطار الجامعة العربية وتكون عامل استقرار إقليمي ودولي.
تعمل الدولة السورية على تحرير الجولان بكل الوسائل المشروعة وتدعم الشعب الفلسطيني في نضاله وتعمل ما تستطيع للحفاظ على وحدة الفلسطينيين ونجاحهم في تحقيق أهدافهم.
ينتزع من النظام طغمة النهب والإحتكار وسرقة المال العام، وتعمل الدولة السورية على توفير الحرية الإقتصادية وفق قانون السوق وتوزيع الثروة الوطنية وتكافؤ الفرص.
تعمل الدولة السورية على توفير التنمية الشاملة والمتوازنة وخصوصاً في المناطق التي تحتاج إلى ذلك.
سينهي الشعب السوري الحقبة السوداء من تاريخ سوريا وتدخل البلاد عهداً جديداً من الديمقراطية والرخاء وتستعيد وحدتها الوطنية الحقيقية بمشاركة وتعاون جميع ابناء الشعب السوري وتحتل من جديد مكانتها اللائقة بتاريخها وشعبها. ولن تستطيع القوى الغاشمة من تغيير مسار التاريخ ومنع الشعب من تغيير واقعه بنفسه.
وفي الختام، اعرب صبرا عن أسفه لانسحاب بعض الشخصيات الكردية، لافتاً إلى أنّها حضرت منذ اللحظة الأولى للمؤتمر والقت كلمة بالمؤتمر وشاركت مثل الجميع ولكن انسحابها جاء بعد مفاوضات وحوارات طويلة”.