” هيك بده بشار،”
بهذه الصفاقة أجاب العميل السوري ميشيل سماحة المحققين، منهيا بذلك دوره كسياسي بالدرجة الاولى، وكعميل للنظام الاسدي بالدرجة الثانية. لم يعد ميشيل سماحة مجرد عميل للأجهزة الأمنية السورية، بل إرهابيا ينقل المتفجرات ويعمل على زرع الفتنة ما بين مكونات الشعب اللبناني بكل طوائفه.
آن الآوان ان يعرف النظام الأسدي بأن استعماره المباشر للبنان الذي دام من عام 1975 وحتى عام 2005، وحتى ما قبل، قد انتهى بجلاء قوته تحت ضغط الشعب اللبناني، اثر جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري. وآن للقوى التي وقفت في الثامن من أذار 2005 لتقول شكرا سورية، بأن الاستعمار السوري للبنان، وليس كما يسميه البعض تلطفا بعهد الوصاية، قد ولى بلا رجعة، رغم وجود العملاء من أمثال ميشيل سماحة ووئام وهاب وناصر قنديل وشارل ايوب وغيره الكثيرين مِن مَن ارتبطوا بالجهاز الأمني في عنجر الذي أذل الشعب اللبناني لمدة ثلاثين عاما، من محمد الغانم مرورا بغازي كنعان ووصولا الى رستم غزالة.
بالطبع، سيحاول باقي المرتبطين بصداقتهم لبشار الاسد من الدفاع عَن من إنكشف بشكل سافر ووقح، وبالفعل قد باشروا التكذيبات والتهديدات، فتصريحات أمثال سليمان فرنجية الا بداية الغيث. كذلك شارل أيوب، صاحب الديار، الذي باع قلمه لأصف شوكت والذي رثاه عندما قتل،غير مأسوف عليه، في تفجير خلية الازمة، حيث أخذ يلفق بان أشرف ريفي ووسام الحسن قد دفعوا لميلاد كفوري، عميل الموساد حسب زعمه، خمسة ملايين دولار وغيره وغيره من الترهات التي سنرى الكثير منها. اليوم نشر الاعلام احتمال توقيف شارل ايوب هذا كونه مرتبطا بمؤامرة سماحة، وبأن ميلاد كفوري لم يكن عميلا للموساد، بل للاجهزة الامنية السورية.
هناك بديهية بأن القضاء اللبناني، لديه الأدلة الكافية لإدانة ميشل سماحة، ليس هذا فحسب بل لما كان تجرأ على إتهام كبير الأمنيين في النظام السوري علي مملوك، شريك بشار الاول في قتل الشعب السوري البطل، وضابط امني أخر اسمه العقيد عدنان، فالقاضي الذي اتخذ قرارا كهذا لا بد ان يكون قد أخذ موافقة سياسية عليا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان او رئيس الوزراء ميقاتي او اضعف الايمان من وزير العدل او من كل من الثلاثة مجتمعين.
من غير المستغرب أن لا يرد النظام السوري، فهو ان رد، فبرده هذا يدين علي مملوك، المعين حديثا في اكبر منصب امني خلفا لهشام بختيار، الذي قتل في تفجير الخلية الامنية، فهذا النظام القمعي اذكى من ان يقوم بذلك، بل سيحرك بيادقه الذين خرجوا يوم الثامن من اذار 2005 ليصرخوا شكرا سورية.
لن نستغرب ان يفقعنا ” سيد المقاومة” حسن نصرالله بخطبة عصماء دفاعا عن علي مملوك والعقيد السوري وصبيهم ميشيل سماحة. ألم يكن هو الذي اهدى بندقية المقاومة للشهيد علي حبيب وزير الدفاع السوري انذاك، والذي اغتاله النظام بعد ان رفض الانقياد لاوامره بضرب حماة، وكذلك الى رستم عزالة الذي أذل اللبنانيين طيلة فترة حكمه كمندوب سامي للمستعمر الاسدي، ولا نقول السوري، فالشعب السوري براء من جرائم هذا النظام.
بعد ان انكشف الدور التخريبي لسماحة في الاشراف على تنفيذ عمليات اغتيالات لشخصيات دينية وسياسية، فليس من المستبعد ان يكون هو و”الحزب الالهي” وراء محاولات اغتيال كل من سمير جعجع والوزير بطرس حرب، ومن يدري لمن كان سيكون الدور في الاغتيالات.
على هذا النظام البائد ان يعرف بانه قد انتهى، ونقله المعركة الى لبنان لن ينفعه، فسيسقط معه كل البيادق والعملاء وعليه ان يكف عن قتل الشعب السوري الذي شارك اللبنانيين اذلال هذا النظام لكلا الشعبين، ويرحل بلا رجعة.
نحن في المعارضة السورية علينا تفعيل اعلان دمشق – بيروت، بيروت – دمشق، والذي نعت بشار الاسد الموقعين علىه هذا بالعمالة لاسرائيل، وكان لنا شرف التوقيع عليه. على المجلس الوطني السوري وكل القوى المعارضة ان يعتبروا هذا الاعلان بمثابة ميثاق شرف للعلاقة اللبنانية – السورية المستقبلية حيث يسودها الاحترام المتبادل، وليس علاقة المستعمرِ للمستعمَر.