في مثل هذه الأيام، استخدم الطاغية بشار الأسد، أحد أهم أسلحة الدمار الشامل، الا وهو السلاح الكيماوي، ولكن مع الأسف لم يستخدمه ضد العدو الإسرائيلي كما يدعي سبباً لإنتاجه، بل استخدمه ضد شعبه في الغوطتين الشرقية والغربية. الضحايا ما يقارب 1400 ضحية، كان أغلبهم من الأطفال والشيوخ، وقد يقلل بعضهم من العدد ويعتبر أنه مبالغ فيه ولكن لا أحد يستطيع ان ينكر هذه الجريمة بحق الشعب السوري في الغوطتين. هذه الجريمة لم يستطيع النظام ان يدفع تهمتها عنه، لأن المدافعين عنه دافعوا بطريقة خرقاء، مما يعني انهم غير قادرين على الرد، فلقد خرجت علينا بثينة شعبان بنظرية الخطف لأطفال القرى العلوية، من ريف اللاذقية وأخذهم بالباصات الى الغوطتين، وصبوا عليهم المواد الكيماوية ليتهموا النظام بذلك، ويبدو ان شعبان لم تدرس الجغرافيا، فالمسافة ما بين اللاذقية والغوطتين أكثر من ثلاثمئة كلم، ومعظمها في مناطق نفوذ النظام.
وفجأة تحولت احدى الراهبات أغنيس مريم الصليب، او فاديا اللحام، من خبيرة صوم وصلاة وتعبد، الى خبيرة كيماوية، حيث نشرت على بعض المواقع المؤيدة، اشرطة فيديو مدعية بأنها حللتها لتكتشف بأنها صور وفيديوهات مركبة، ومؤسف ان بعض صغار العقول قد صدقها، حتى هذه المدعية للرهبنة، لم تستطع ان تدافع عن نفسها. فحين سئلت من قبل الإعلامية ماغي خزام، العاملة أنداك في فضائية، “الطريق” القبطية، حول ما هي خبرتها الكيماوية حتى تعطي هذا التحليل الكيماوي، فكان ان زلق لسانها لتقول بأنه اعطي لها، من أعطاها إياه؟ هذا في علم الغيب وعلم مخابرات القوى الجوية، التي لهذه الراهبة دالة علي رئيسها اللواء جميل حسن وهي لا تنكر هذه العلاقة.
عام مضى على هذه الجريمة، وخلال هذا العام تخلى النظام الاسدي عن ترسانته من السلاح الكيماوي المحرم دولياً، وأجبر على توقيع اتفاقية تحريم إنتاج واستخدام السلاح الكيماوي، وهو ما كانت حكومة النظام الاسدي قد امتنعت عنه طويلاً، وجاء هذا المنع نتيجة التهديد الأمريكي بضرب سورية، وبنصيحة روسية. هذا الرضوخ للقوة الامريكية وللنصيحة الروسية هو بحد ذاته قبول بالاتهام، ولو ان صديق النظام الروسي، حاول ان يدافع عنه بالادعاء بأن القوى المسلحة للمعارضة هي التي استخدمته، وهو دفاع لم يصدقه أحد حتى هم بالذات.
لو درسنا تاريخ استخدام السلاح الكيماوي منذ اول انتاج له، للحظنا بأنه كان دائماً يستخدم من قبل قوى عدوة الا مع البعث الذي استخدمه ضد شعبه، البعث العراقي أستخدمه ضد الشعب الكردي في حلبجة، في عهد طاغية آخر من طغاة البعث الا وهو صدام حسين، والبعث السوري في عهد الطاغية بشار الأسد، استخدمه ضد كل الشعب السوري سواء في خان العسل، ريف حلب، أو في الغوطتين في ريف دمشق. نصف قرن من حكم العبثين أختتم بارتكاب جريمتي الكيماوي، ولو اردنا انصاف البعث لكنا سميناه حزب البعث الكيماوي.
جريمة النظام الاسدي، لم تقتصر فقط على السلاح الكيماوي، فبعد ان حُرم من استخدام الكيماوي لجأ، وهنا أيضا بنصيحة روسية – إيرانية، الى سلاح دمار من نوع جديد، الا وهو البراميل المتفجرة، فهو أكثر ضرراً وأقل كلفة، وكان لمدينة حلب النصيب الأكبر من هذه البراميل، حيث عاقبها الأسد وبشراسة لأنها خذلته ودخلت الثورة مثلها مثل كل المدن السوية، وهو يبذل كل جهده لاستعادتها مهما كان الثمن، ومع الأسف فأن العديد من المؤيدين لا زالوا مخدوعين بأعلام النظام، الذي صور لهم في بداية الثورة بأن القضاء على ” العصابات ” سيكون خلال اليومين القادمين، ويذهب العام ويليه العامان والثلاثة وندخل في النصف الثاني من العام الرابع، والنظام ليس فقط لم يستطيع ان يحسم عسكرياً لصالحه، فهو فقد سيطرته على معظم الأراضي السورية.
خلال الثلاث سنوات ونيف، لم يترك النظام الأمني السوري أي سلاح ولم يستخدمه، مشرداً بذلك الشعب السوري، التواق الى الحرية، في كل المعمورة، محولاً إياه من شعب مشهور بكرامته الى شعب لاجئ مهدور الكرامة، ومن شعب ينشد الحرية، الى شعب تحت الاحتلال الإيراني، الحالشي، الداعشي وكل قوى الإرهاب, التي شرع لها كل الأبواب والمنافذ الحدودية، ويدعي البطولة على شعبه، وهو لم يكن لديه الشجاعة ان يرد على الطيران الحربي الإسرائيلي الذي قصف ترسانته الحربية، في أكثر من موقع، ولكن رده، واعلامه الممانع، كان يكرر الأسطوانة، بأنه سيرد في الوقت المناسب، ولا زلنا حتى اليوم ننتظر هذا اليوم المناسب لنرى كيف سيرد، ولكن هيهات فهو كما يقول المثل ” الديك ليس قوي الا على دجاجات القن.”