منذ ان انطلقت الشرارة الاولى للحراك الثوري من درعا البطولة، في الخامس عشر من اذار 2011، وحسن نصرالله وجوقة حزب الله من صحافيين واعلاميين، يدسون انوفهم في الشأن السوري، فتارة ناصحا للمعارضة بالحوار مع النظام، وبأن ذلك خيارهم الوحيد والأوحد، وتارة أخرى بالتهديد والوعيد.
وصلت الأمور بحسن نصرالله وشركائه من حزب الله العراقي وقوات مقتدى الصدر، وبالطبع الحرس الثوري الايراني، الى رفع السلاح في وجه الشعب السوري البطل، الذي مع الآسف كان يوما حاميا لجماهير الفئات الشيعية هذه، سواء اللبنانية منها او العراقية او حتى الايرانية.
منذ اشهر عديدة اعتقل الجيش الحر مجموعة ايرانية مسلحة من الحرس الثوري الايراني، في منطقة السيدة زينب، حيث تم تبادلها لاحقا مع معتقلين في سجون النظام، وهي بداية كشف التدخل الايراني في الشأن السوري، لكي يلحقه حزب الله بـنظرية الواجب “الجهادي” للقتلى من مقاتلي هذا الحزب بحجة ان مقتلهم جاء في واجب جهاد، ولكن اين؟ وبكل وقاحة في القصير السورية، وليس في الجبهة الجنوبية من لبنان والصامتة منذ 2006.
ليس مستغربا ابدا تدخل كل من ايران وحزب الله بالشأن السوري، لان كلا الطرفيين الايرانيين يربطهما مع سفاح سورية بشار الاسد معاهدة دمشق الثلاثية، ولكن هذه المرة اعطي بعدا دينيا، مدعيا بأن هؤلاء يـ”جاهدون” في الدفاع تارة عن القرى اللبنانية الشيعية الموجودة في سورية، وتارة أخرى الدفاع عن العتبات المقدس وتشكيل لواء عسكري باسم ابو الفضل العباس للدفاع عن قبر السيدة زينب، هذا المقام موجود منذ مئات السنيين في دمشق وفي قلب القرى السنية ولم يسمع احد، خلال هذه السنوات باي اعتداء على هذا المقام الذي يزوره ملايين الشيعية من العالم وهم آمنون بين أخوتهم من الطائفة السنية في سورية.
اذا، ان القتال للدفاع عن العتبات المقدسة كذبة فاقعة، اخترعتها ايران وصدقها حزب الله اللبناني والعراقي ومقتدى الصدر والحرس الثوري الايراني، فانخرطوا في قتال الشعب السوري البطل الذي لا غاية له الا اسقاط طاغية دمشق ولا علاقة للعتبات المقدسة الشيعية لا من قريب ولا من بعيد في هذه الثورة، حيث الشعب السوري بكل مكوناته، حمى ويحمي وسيحمي هذه العتبات من اي اعتداء عليها.
هذا من الجانب الديني، اما من الجانب الجغرافي، فتداخل الحدود السورية – اللبنانية سمح بتداخل العديد من القرى سواء من الجانب السوري او الجانب اللبناني، وهذا التداخل ليس من شمال سورية بل ايضا من جنوبه وشرقه، وهذا التداخل هو الذي حول موضوع مزارع شبعا والغجر وتلال كفر شوبا الى قميص عثمان يزاود به حسن نصرالله على كل القوى الرافضة لسلاحه، والذي رفضت سورية اعطاء لبنان حتى اي وثيقة تثبت ملكية لبنان لهذه المزارع. ليس هذا فحسب، فعندما طالبت القوى الوطنية اللبنانية المتمثلة بقوى الرابع عشر من أذار بترسيم الحدود من جنوبها الى شمالها الى شرقها الى غربها ارتفعت عقيرة جماعة سورية من جوقة الثامن من اذار، وبالاصح جماعة شكرا سورية، برفض هذا الترسيم. يومها، انتفض طاغية دمشق واتهم كل من يطالب بترسيم الحدود مع سورية بأنه عميل لاسرائيل، وبالطبع رددت القوى المؤيدة للنظام السوري هذا التخوين.
اليوم يتذرع حسن نصرالله بشيعية بعض هذه القرى، وهي قرى كان العديد من السوريين لا يعرفون بشيعيتها، ومن هنا فمن الصعوبة بمكان التأكد من اعتداء القوى الثورية على هذه القرى بسبب شيعيتها، وهي كذبة أخرى من أكاذيب حسن نصرالله، وفي الحقيقة هي ذريعة ومبرر لقتال الحزب الالهي الى جانب القوى الاسدية التي أخذت تنهزم في اكثر من موقع، من هنا استنجاده بحزب الله والحرس الثوري.
على الطائفة الشيعية في لبنان ان تستمع صوت العقلاء من اسيادها من امثال السيد هاني فحص والسيد محمد الامين وغيرهم من الائمة العقلانيين، الذين لا يريدون ان يضيعوا الطائفة الشيعية في حرب ليست لهم. ليس هذا فحسب بل على الطائفة الشيعية ان تقف الى جانب الثورة السورية والى جانب الشعب السوري المطالب بحريته وكرامته. هذه الطائفة عليها ان لا تنخدع باكاذيب حسن نصرالله، بان من يقتل من الشباب الشيعية بانهم شهداء كما يدعي غلاة مشايخ حزب الله.