الخامس من حزيران 67 والخامس من حزيران 2013 بقلم بهنان يامين

الخامس من حـزيـران 67 والخامس من حـزيـران 2013

هزيــمتـان لمنظــومة الــممانعة والـمقاومة

                                                               بقلم بهنان يامين

 

   3 بهنان يامين

   يفصل ما بين الخامس من حزيران 1967 وما بين الخامس من حزيران 2013 خمسة وأربعـون عـاما، وما يجمع ما بين هذين اليومين هزيمتان منكرتان لـ "منظومة الممانعة والمقاومة". يجمع بينهما ايضا نصر مزعوم، ففي عام 1967 أعلن النظام البعثي في دمشق نصرا كاذبا على اسرائيل، بحجة ان عدم سقوط النظام البعثي هو بحد ذاته نصراً، وفي عام 2013 نصرً مزعوم على الشعب السوري في القصير بحجة الانتصار على التكفيرين.

  ففي عام 1967 هَـزمت اسرائيل النظام العربي برمته بستة أيام، وخاصة نظام الممانعة، النظام البعثي الذي أعلن وزير دفاعه انذاك، حافظ الاسد، سقوط القنيطرة والانسحاب الكيفي، والقوات الاسرائيلية لا زالت في سهل الحولة، معلناً بذلك تقديم هضبة الجولان على طبق من ذهب لاسرائيل، وهو ما كانت تطمح اليه اسرائيل، ليس فقط من أجل ارض الهضبة الخصبة ولكن من أجل منابع المياه التي تسقي وتروي اسرائيل منذ ذلك التاريخ.

  وفي عام 2013 أعلن النظام البعثي مستندا الى مجموعة طائفية حاقدة على ثورة الشعب السوري، متمثلا بقوى النظام الطائفي في قصر الشعب، وقوى حزب الله الايراني بشقيه اللبناني والعراقي، وقوات الباسيج الايرانيين، وغيرهم من قوى الشر التي تجمعت تحت رايات اهل البيت الوهمية، وقطعا أهل البيت براء منهم جميعا. فهذا النصر هو هزيمة للنظام الديكتاتور الاسدي، فمن ينتصر على شعبه هو اول المهزومين.

   سقطت القصير، وهذا ليس بالمستغرب وتوقعناه في مقالة سابقة، بعد صمود دام أكثر من عام، وفي المرحلة النهائية اسابيع، مكبدين النظام وحلفاءه الخسائر الجسام، وبعد ان فتح "الممانعون والمقاومون" نار جهنم عليها، ردا على نار جهنم التي فتحتها اسرائيل على قمم قاسيون، قبل ذلك باسابيع على قوات الحرس الجمهوري الاسدي وحزب الله، مدمرة بذلك منظومة الصواريخ الايرانية التي كانت ستنقل الى الحزب الالهي. فأين المقاومة والممانعة واين النصر في القصير؟ في القصير كانت أكبر هزيمة للنظام البعثي.

   بالطبع سقطت القصير، ورغم مراهنة، النظام القمعي البعثي، على موقعها الاستراتيجي، فهي ليست نهاية المطاف، فالثورة لا زالت قائمة في كل بقعة من بقاع سورية، ولكي يَهزم الثورة عليه ان يقاتل في دمشق وريفها وحمص وحلب وريفها ودير الزور والرقة وتل ابيض والحسكة ورأس العين وكل بقعة من بقاع الارض السورية. على النظام ان يقاتل الشعب السوري من قرية الى قرية، (زنكة زنكة على حد القذافي)، ولن ينفعه شبيحة القرى الشيعية في نبل والزهراء ولا حزب العمال الكردستاني بشقه السوري، الذي يمارس اليوم على الشعب الكردي في عفرين، دورا تشبيحيا لصالح النظام، الذي ارتبط به من ايام الاب، والذي سلم زعيمه عبد الله اوجلان عند اول تهديد من تركيا.

   ان يبرر موقف النظام السوري ابواق هذا النظام في لبنان وسورية، الإخبارية السورية والدنيا والمنار والميادين والجديد وجريدة الاخبار، فهو أمر طبيعي وغير مستغرب، اما ان يتكلم عن النصر على الشعب السوري ويكرروا أقوال النظام حول المؤامرة الامريكية والاسرائيلية، من أمثال نجاح واكيم، هذا المناضل الذي كان من اوائل المتصدين لقمع جيش الاحتلال السوري للبنان واللبنانيين.

   من المستغرب كيف يقبل هؤلاء، أصولية حسن نصرالله وحزبه الالهي، الذي طعن الشعب اللبناني في الظهر في السابع من أيار، والذي يطعن الشعب السوري ايضا في الظهر في القصير، ويحاول ذلك أيضا، في حلب وريفها والريف الدمشقي، ويرفضون أصولية المنظمات الاسلامية، وهم يعرفون جيدا من كان وراء العديد من القوى التكفيرية، سواء في العراق او في لبنان أو في سورية.

   الشعب السوري الذي تحامل على جرحه منذ مجازر الاب في ثمانينات القرن المنصرم، ها هو يخرج ثانية ولأكثر من عامين ونصف منتصرا لاطفال درعا الذي عذبهم النظام السوري بشخص ابن خالة رأس النظام عاطف نجيب لن يستكين هذه المرة، ولا بد في النهاية ان ينتصر على النظام البعثي المهزوم في حزيران 1967 و2013، ومن يراهن على النصر الموهوم في القصير سيكون خاسرا، فالشعوب هي المنتصرة دائما وليس الانظمة.