لم تكن جريدة لوريان – لوجور اللبنانية، والناطقة بالفرنسية، عندما شبهت مجازر بانياس وقراها كالبيضا ورأس النبع وغيرها بمجزرة صبرا وشاتيلا، وهي المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات المسيحية ضد مخيم صبرا وشاتيلا، بعد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982، إثر إغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل.
ما يحدث في سورية من مجازر، سواء تلك التي يرتكبها “حماة الديار“، أي الجيش النظامي الحامي للنظام وليس للوطن، او تلك التي يرتكبها الشبيحة تحت اية تسمية كانوا لم تعد تحتمل، لانها مجازر وحشية يكون أهم ضحاياه الاطفال وامهاتهم والشيوخ، حيث يبيد هؤلاء الوحوش المئات من البشر في كل مجزرة، ولو جمعنا ضحايا هذه المجازر لفاقت مجازر صبرا وشاتيلا بعشرات الآلاف من البشر. حتى الطاغية الأسدي، عندما تحدث عن مجزرة سهل الحولة، وصفهم بالوحوش وهو يعرف بانهم من اتباعه وشبيحته.
صبرا وشاتيلا كانت عبارة عن يوم او يومين من المذابح ضد الشعب الفلسطيني، المقيم في كلا المخيمين، أما مجازر النظام السوري، في حق الشعب السوري، هي مجازر يومية حيث يتفنن المشرفين على هذه المجازر بالطرق المرعبة التي يشمئز منها الكائن البشري. فبعد فقدان النظام التعسفي سيطرته على معظم الاراضي السورية، أخذ يقصف الناس الآمنيين ببراميل الـ “تي. أن. تي” التي كان ضحاياها هم أرباب عائلات وأطفال يقفون أمام الأفران لاقتناء رغيف خبز لاهلهم او عيالهم، كما لم تسلم من هذه البراميل الكثير من المدن السورية واحياؤها لتحصد المئات من الشهداء بشكل يومي.
وعند فشل النظام ومن ورائه حلفاؤه، سواء روسية او ايران او عصابات حزب الله اللبناني او العراقي او ابو الفضل العباس او الكتائب المدسوسة على الثورة، حيث شكل المتطرفون الاسلاميون، الذي اطلق سراحهم الطاغية بشار الاسد، من خلال قوانين العفو المتتالية، من أجل لي ذراع الثورة السورية المنتصرة، أخذ النظام يقصف المدن والقرى بصواريخ السكود، لتحصد مئات الضحايا ودمار شبه كامل للعديد من الاحياء والقرى، وهي الصواريخ التي كان من المفترض ان تستخدم ضد اسرائيل.
اليوم يعربد الطيران الاسرائيلي للمرة الثالثة، منذ اندلاع الثورة السورية، في سماء دمشق وهذه المرة على مقربة أمتار من قصر الطاغية، لتدمر العديد من ألوية الحرس الجمهوري والصواريخ الايرانية التي كانت معدة للنقل الى عصابات حزب الله، وردا على خطاب حسن نصرالله الاخير. قصف الطيران الاسرائيلي لهذه الصواريخ أحال سماء دمشق الى كتلة من اللهب اشبه ما تكون نار جهنم.
رد النظام على هذه الغارات كان كالعادة، ” نحتفظ بحق الرد وبالوقت المناسب”، وهي الاسطوانة المشروخة التي مل منها كل العالم. ليس هذا فحسب بل خرج علينا وزير الاعلام السوري عمران الزعبي، بعنتريات أثارت الشفقة عليه وعلى النظام الذي يمثله، لان الجميع يعرف بانها عنتريات كاذبة ولا يمكن ان تتحقق لان النظام الاسدي، نظام غير وطني وقاتل لشعبه.
منذ ان قرر الأسد والاجهزة الامنية المساندة له، الوقوف في وجه ثورة الشعب السوري البطل، وهو يستبيح الوطن السوري لكل مارق ومغتصب، وحول سورية الى مرتع لكل العصابات المؤيدة له، من عصابات الولي الفقيه بكافة شقوقها، الى القوى الإسلامية المتطرفة التابعة للنظام الاسدي، وليزيد في الطين بلة، ها هي اسرائيل تستبيح الاجواء السورية ومن يدري من سيكون التالي الذي يغزو الاراضي السورية من جيوش لا يعلم الا الله كيف ستخرج وباي ثمن سيكون ذلك.
على المجتمع الدولي، الذي سكت عن مجازر النظام بحق الشعب السوري وثورته، ان يفي ولو بجزء بسيط من وعوده للشعب السوري، لأن المجازر المرتكبة بشكل يومي لم تعد مقبولة لاي كائن بشري لديه ولو ذرة من الاحساس الانساني.