كتب الاستاذ ماهر الجنيدي على صفحته على الفايس بوك يقول ” إما أن نظامكم من ضَرب الكيماوي على شعبه، أو إنه عاجز عن حماية شعبه من الكيماوي، وفي الحالتين ليرحل.” فالنظام الذي يضرب شعبه بكل اسلحة الدمار الشامل وأعظمه الكيماوي لا يستحق البقاء وعليه الرحيل.
حاول الكثير من الكتاب او المحللين السوريين ان يفلسفوا الضربة الكيماوية للغوطة، فمنهم من حاول ان يبرئوا النظام من الضربة، وهم في الحقيقة يحاولون ان يبعدوا عن أذهانهم مخاطر هذه الضربة ونتائجها وما سوف تستجر من ضربات في حال قرر التحالف الغربي ان ينفذ تهديده بالتدخل في الازمة السورية في حال تجاوز نظام البعث خطه الاحمر واستعمل السلاح الكيماوي ضد شعبه.
من يستغرب استخدام النظام الفاشي المتربع على قمة قاسيون السلاح الكيماوي واهم، فهذا النظام لم يترك نوعا من أنواع اسلحة الدمار الا واستخدمها ضد الشعب السوري، الذي يقاوم هذا النظام منذ أكثر من سنتين ونصف، فلقد قصف المدن والقرى السورية بالمدفعية والطيران والهاونات والدبابات، ليتفتق ذكاؤه عن البراميل المتفجرة، التي قتلت الاطفال والشيوخ والنساء حيث اختلط دم الشعب السوري بقوته اليومي من الخبز ومشتقاته.
هل النظام الذي قتل أكثر من مئة الف نسمة من الشعب السوري، واعتقل مئات الالاف من المناضليين السوريين، وأخفى مثلهم عددا لا يستهان بهم، إضافة بالطبع الى أكثر من ما يقارب الخمسة ملايين من المهجرين واللاجئين الى دول الجوار، لديه الحنان ان لا يستخدم الكيماوي ضد شعبه وكأن هذه الرقة قد حلت عليه من السماء لكي لا يستخدمه؟.
منذ ان اختار هذا النظام الحل الامني من أجل كسر ثورة الشعب السوري وهو قد وضع نصب عينه ان يستخدم كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا لتحقيق ذلك. ليس هذا فحسب، بل هو لم يحارب العدو الإسرائيلي طيلة أكثر من نصف قرن بمثل هذه الشراسة، حيث كان رده دائما على الاعتداءات الإسرائيلية، بــ “أنه سيرد في المكان المناسب والوقت المناسب”، ولكن هذا الوقت المناسب لم يحن بعد، بل على العكس فقد أختار هذا النظام قتل روح المقاومة والقتال عند الشعب السوري، حيث اسس جيوشا ليس لقتال إسرائيل بل لتدمير وقتل الشعب السوري، وهو ما نراه بشكل يومي في كل شارع أو زاوية من الوطن السوري الحبيب.
في مسألة الكيماوي فأن المسؤول الاول والآخير هو النظام، لانه سواء استخدمه أو سمح باستخدامه أو سهل استخدامه فعليه تقع المسؤولية لانه كان من المفروض ان يعمل المستحيل ان لا يصل الى هذا الاستخدام.
يتساءل البعض، ما مصلحة النظام من استخدام السلاح الذي قد يجر عليه وعلى البلد الويلات؟ وفي الحقيقة فأن التسويف الذي واجه به المجتمع الدولي ما يحدث في سورية أعطى النظام الجرأة والشجاعة ان يقوم بما قام به في الخالدية والقصير وخان العسل وسراقب والغوطتين، ومن يدري اين يمكن ان يستخدمه لقتل وخنق الشعب السوري.
من يستغرب القتل بالكيماوي، عليه ان لا ينسى مأساة الشعب السوري مع نظام البعث في نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن المنصرم، حتى أن عدد من قتل في حلب وحماة واريافها لا زال مجهولا وهو لغز لم تستطيع ان تحله كل قوانين الرياضيات والحساب والجبر وحتى اللوغاريتم، لان العدد دفن مع دمار هذه المدن بحاراتها المستباحة من نظام البعث وعسكره.
باستخدام الكيماوي يستحق النظام البعثي بأن يسمى بنظام الكيماوي، وأن يطلق على الاسد لقب الاسد الكيماوي تيمنا برفيقه البعثي العراقي علي الكيماوي والتي لم تكن الا مصادفة غير محمودة الا وهي موت علي الكيماوي قاتل اطفال ونساء الشعب الكردي في حلبجة. وهنا لا بد ان نذكر صالح مسلم وحزبه بأن ذات المدرسة البعثية التي دمرت حلبجة هي ذات المدرسة التي نفذت مجزرة الغوطتين، ووقوفه مع النظام جريمة في حق الشعب الكردي في سورية وهو ما لا يقبله الاخوة الوطنيين الاكراد.
نعم صدق الصديق ماهر الجنيدي بقوله ان استخدام الكيماوي هو بداية الرحيل للاسد الكيماوي ونظامه البعثي.