في مثل اليوم الربيعي، وفي احضان سلسلة جبال لبنان الشامخة شموخ ابطالها، امتدت يد الغدر والحقد والمؤامرة، لتنتزع ذاك البطل الاشم الذي كان اول من صرخ في وجه سفاح سورية بلا هادرة، لا رافضة للديكتاتورية وغير مساومة على الديموقراطية. أنه كمال جنبلاط، الذي قاوم الاحتلال السوري للبنان، يومها كان الكثيرون يرشون الارز والورود على القوات السورية الغازية للبنان. يومها قال لهم بشجاعته المعهودة:” اليوم ترشون السكر والارز على القوات السورية وسيأتي اليوم الذي ستلعنون الساعة التي دعيتم هذا القوات الى غزو لبنان.”
صوبت رصاصات الغدر على دماغ كمال جنبلاط، وكانها ارادت ان تقتل مصدر قوة كمال جنبلاط، فكره وايمانه بالديموقراطية التي كرها الاسد الاب وها هو الاسد الابن يسير على خطواته رافضا الديموقراطية.
لم يقتل كمال جنبلاط لانه عارض وقاوم دخول جيش الاحتلال السوري، بل لانه كان لديه الشجاعة ان يقول كلمة الحق في وجه الطاغية الذي تعود ان يخضع له الكثيرين من القادة، أن يقول كلمة لا. مقتله كان بداية الربيع العربي وان طال زمن استمرار هذا الربيع وعودة تفجره كبركان هادر يرسي اسس الديموقراطية.
لقد تزامن ذكرى يوم اغتيال كمال جنبلاط، مع بداية الثورة السورية وكأنه القدر يقول لنا بأن هذا اليوم هو يوم الديموقراطية التي أمن بها المعلم والمناضل العروبي الاشم كمال جنبلاط
فالف تحية ووردة على شاهدت قبر كمال جنبلاط
المحرر بهنان يامين
قطعة لكاتب لم نعرفه وهو يصرخ مع كمال جنبلاط لا والف لا للديكتاتورة الغاشمة القابعة مرتعدة في قصر بارد كهذا الشتاء.
ربيعك كمال جنبلاط
أزهر إقحواناً وزنبقاً
بقلم مروان قرضاب
“غدا، ستمر الرياح الهوج في بيتي،”
وتهدم الاثقال من فوق كتفي… غدا ستسير الخيول الحمر في الربوع، ويرتوي الباشق من دم العصفور، في ثورة الاحرار.
غدا، سأكون ملتحفا رداء الارض، ويتنزل المطر عليّ، على جسدي الملهوف الذي ينبري في حصيد الغاب، اقحوانا وزنبقا. هذا ما كتبته وانت برفقة وليد الى المختارة، قبل ان تغادر الجسد!
ها هي ثورة الاحرار تعم ارجاء الوطن العربي، وها هي بواشق الانظمة العربية البائدة تهدر دماء العصافير، لكنها لن ترتوي، بل ستسقط ظمأى، متحسرة على الايام التي كانت فيها كاسرة ومستبدة، ومتسلطة.
كم كانوا اغبياء يوم ظنوا انهم باغتيالك يستطيعون اغتيال رغبة شعوبهم في التحرر من نير عبودية انظمتهم القمعية.
كم كانوا اغبياء يوم ظنوا انهم باغتيالك يستطيعون اغتيال القضية الفلسطينية، التي كانت وستبقى محور القضايا العربية.
اربعة عقود من الزمن امضوها في الحكم يتربصون بالحكماء العظماء الساعين الى احقاق الحق.
بعد اكثر من 3 عقود من تآمرهم على حركتك الوطنية العلمانية، ازهرت افكارك التقدمية.
وكأن الشعب العربي السوري ابى الا ان ينتفض في شهر آذار! الطبيعة ارادت ان تنتقم لك في الشهر نفسه الذي اغتالوك فيه.
معلمي، ربيعك العربي زهر واسقط قسما من الطغاة المتكبرين في بعض الدول العربية، لكنه في ارض الشام ما زال يعيش آلام المخاض، قبل ان يزهر، ويسقط قتلة الاحرار عن عروشهم اذلاء، ملعونين…
معلمي، رحلت شامخا شموخ الارز، لقد ثبت اقدامك على الشاطئ الامين، وولجت حجرة اليقين.