يقول المثل العامي ” وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين،” وهذا ما ينطبق على رجال الأمن السوريين، لان معظمهم قتلة ومصير القاتل حكماً القتل، وكيف اذا كان القاتل من وزن سفاح دير الزور والبوريفاج جامع جامع، الذي عرفته بيروت برتبة نقيب ليتدرج فيها ومنها في دير الزور برتبة لواء التي كانت المكافأة لقمعه انتفاضة أهل دير الزور البواسل. من قتل المجرم جامع جامع ليس بالمهم، المهم انه وجد مقتولاً، وبالقطع لن يأسف عليه أحد إلا هؤلاء الذي صنعتهم أجهزة الأمن السورية في لبنان، الذين رددوا اسطوانة النظام السوري باعتباره شهيداً، ولا يمكن من كان سفاحاً أن يكون شهيداً، فالشهادة لا تكون إلا للأبرار والمناضلين.
في لبنان خدم جامع جامع كضابط أمن متدرب على ايد سفاحين من امثاله، مثل محمد الغانم ورستم غزالة وغازي كنعان وعلي مملوك وأصف شوكت وجميل حسن وبهجت سليمان الخ… من رجال الأمن السفلة الذين تحكموا في رقاب الناس في سورية ولبنان. عرفت بيروت جامع جامع ضابطاً وضيعاً حاول ان يطوع سياسيي لبنان، صديقهم قبل عدوهم، ولقد نجح في أغلب الاحيان في ذلك، حتى ان سياسيي لبنان كانوا يخافون ان يذكروا اسمه كاملاً، فكانوا عندما يذكرونه يقولون ج. ج، وأكثرهم يرتجف عندما يستدعيهم، لأن سمعة البوريفاج، كانت قذرة الى درجة مقرفة ككل الأجهزة الأمنية السورية، التي ثار عليها اللبنانيون في الرابع عشر من أذار 2005 ، أثر غلطة النظام السوري باغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، وثار عليها الشعب السوري ودفع غالياً ثمن ثورته، التي جاءت ايضا نتيجة خطأ عاطف نجيب سفاح درعا، التي كان الشرارة للثورة أطفال درعا، ومنها ثورة الشعب السوري البطل في كل انحاء سورية.
كان الموت دائما قريبا من جامع جامع، فعندما كان مولجاً بأمن الرئيس رينه معوض كان الموت بانتظار الرئيس الشهيد أغتيالاً عبر سيارة مفخخة، ولم يعرف حتى الآن اين أختفى جامع جامع ذاك اليوم الأسود، وكيف ظهر فجأة واعطى الأوامر للملمة أثار جريمة الأغتيال، وهو قطعاً كان وراء الأوامر التي اعطاها اللواء الحاج برفع السيارات من مسرح جريمة أغتيال الرئيس رفيق الحريري، معتقدا بأن هذه اللملمة ستمر بسهولة، مثلما مرت لملمة جريمة الرئيس رينة معوض. ونتيجة غبائه، وهي صفة متأصلة برجال الأمن في الأنظمة الديكتاتورية، بأن ما بين الجريمتين سنوات طويلة تغير الكون الى الأمام. ولم تكن هاتين الجريمتين فقط ما اقترفته ايدي جامع جامع ولكن كانت ابرزها، منهم رجال كبار كالمفتي حسن خالد، ورجالاً واعدين من أمثال المهندس رمزي عيراني الذي شوهد مقتولا بصندوق سيارته. وحدهم الأغبياء من السياسيين اللبنانيين من أمثال ميشيل عون، والذي كان انصاره من ضحايا هذا السفاح، والذي نسي هؤلاء، ليزحف الى قاسيون املاً بمنصب رئاسة لبنان الذي كان يقدمه النظام السوري للخدم المطيعين.
كانت أصابع الأتهام تشير الى جامع جامع عند لجنة التحقيق الدولية في أغتيال الرئيس رفيق الحريري، فقام النظام بإبعاده الى اقصى البادية السورية، الى محافظة دير الزور حيث سيلعب جامع جامع دورا قذراً في تصدير السيارات المفخخة الى العراق، حيث كانت القوى التكفيرية تدخل الى العراق عن طريق الأبوكمال التابعة إدارياً وعسكرياً لسلطة جامع جامع، وقد كان ابو القعقاع يصدر له ” المجاهدين الاسلاميين” العابرين من حلب الى العراق عبر دير الزور، وكان من يكتشف من هؤلاء، دجل ابو القعقاع فكان يقع في مصيدة جامع جامع وهو عائد ايضا عبر دير الزور. وهؤلاء هم من سيشكلون في الثورة السورية الاختراقات الجهادوية، من أمثال داعش والنصرة، التي تخدم النظام السوري بتصرفاتها المنافية لاهداف الثورة.
ليس هذا فحسب، فعندما تجاوبت دير الزور، مدينة وريفاً، مع الثورة السورية، كشر جامع جامع عن انيابه ليزهق ارواح ابناء دير الزور الابطال الذين ثاروا لكرامتهم المستباحة، حيث اريق دم هؤلاء على يد سفاح البوريفاج، ولن يعرف عدد ضحايا من قتلهم جامع جامع الا بعد انتصار الثورة.
جامع جامع ضابط أمن عاث في لبنان اولاً وفي سورية ثانياً وفي العراق ثالثاً، فساداً ما بعده فساد، حيث كان مختصاً بالسيارات المفخخة التي كانت تنفجر في العواصم اللبنانية والسورية والعراقية، حيث بأسم الجهاد الكاذب، تتفجر السيارات المفخخة لتحصد ارواح الابرياء من سوريين ولبنانيين وعراقيين. هل مجرماً وسفاحاً وقاتلاً كهذا يستحق الترحم عليه، لا والله انه يستحق ما تعارف عليه، في وضع كهذا القول الشائع ” الى جهنم وبئس المصير” . وقد شفى مقتله قلوب أقوام كثيرين ذاقوا من إجرامه وفساده.