اثر كتابة مقالتي عن الرقة في جريدة الحرمل كشف لي الأخ يوسف دعيس بانه أجرى مع الأب باولو، الذي كان يحب ان يطلق على نفسه لقب ” مطرود وزعلان” فهو مطرود من سورية وهو زعلان على سورية وثورتها.
عرفت الاب باولو في زيارته الى لوس انجلوس ليلقي ندوة عن سورية مع اثنين من الاكاديمين الذين يدرسوا في جامعة UCLA ومن بعدها تواصلنا، آخر ايميل جاءني منه اعتذر بكل تواضع مني لانه تأخر بالجواب على ايميلي الآخير، وسئلني هل اعتقد بأن المطران يوحنا ابراهيم لا زال على قيد الحياة، لانه كان يعرف علاقة الصداقة التي تربطني بالمطران يوحنا ابراهيم، فقلت له بأن حسب معرفتي لا زال على قيد الحياة، وحسب تحليلي هو اسير عند النظام، فقال لي ساحاول ان اعمل شيء، ثم كان الخبر المزعج، خبر اختطافه. هل لا زال على قيد الحياة، حدسي يقول بأنه لا زال، وكل ما اتمناه ويتمناه كل أهل الرافقة او الرقة ان يكون كذلك.
آمن بحرية الشعب السوري وأحقيته في الحرية وتأمر العالم على ثورة شعبه، وذهب مخطوفاً ضحية ايمانه هذا لانه كان مسيحياً حقيقياً وقف مع الحق في وجه الباطل.
بهنان يامين
وهذه هي المقابلة:
الأب باولو، عشية اختطافه، يحاور من الرقة ويقول:
الحرية خيار الشعب السوري
أطلق الأب باولو دالوليو مبادرة عبر وسائل الاتصال لصيام شهر رمضان المبارك على نية توحيد المسلمين في سورية حتى يتحقق النصر لثورة الحرية والكرامة، وإسقاط نظام الطاغية في دمشق.. الأب باولو في زيارته إلى الرقة كان سعيداً بتحريرها، لكنه شديد القلق على الثورة السورية، ويقول: وحدة الثوار السبيل الوحيد لتحرير سورية.. واستقرارها يؤدي إلى استقرار العالم..
يُعتبر الأب باولو رمزاً من رموز الثورة السورية، يعيش وجعها يوماً بيوم، يتحسس آلام المتعبين، ويدعو بألم وحرقة أن ينصر الله ثورة سورية.. ويرفع العدوان عن المظلومين والوقوف إلى جانب الشعب السوري..
وللتعرف على أهداف زيارته لأول محافظة محررة، وتوقعاته حول أوضاع الحراك السلمي والمسلح في الثورة السورية، التقينا به في الرقة وأجرينا معه الحوار التالي..
* هذه زيارتك الثانية إلى الرقة.. ما هي أهداف الزيارة الأولى، وهل تأتي الثانية في إطار تمكين الثورة السورية؟ وكيف وجدت الرقة المحررة؟!
** الزيارة الأولى إلى الرقة كانت من باب المصادفة، كنت أزور بقعاً من سورية الخاضعة للنظام الأسدي، وجميعها متشابهة، كنت أزور الأقلية المسيحية الذين قدموا إلى الرقة من كل أماكن سورية، لم أزر المجتمع في الرقة، اكتفيت حينذاك بزيارة بعض الأشخاص المسيحيين من منطق ديني طائفي إن صح التعبير لذلك ليس عندي ذكريات متميزة عن الرقة.
اليوم أتيت إلى أول محافظة حرّة في سورية الثورة، جئت بقلق ورجاء كبير وبعرفان وشكر للثورة، وبخوف عليها، رأيت مدينة قد كبرت، والناس يعيشون الحرية بتفاصيلها، الحرية الإعلامية، وحرية التعبير عن الرأي وصراحة في الخطاب وهذه نتائج الأمور التي استشهد من أجلها أبناؤنا.
المدينة يرفرف على ساريتها العلم الأسود معبراً عن المشروع الإسلاموي، وأنا لست ضده إذا كان خياراً للشعب السوري، شريطة ألّا يكون إقصائياً ومحتكراً للسلطة ولا يترك لغيره أي مجال. عندي طموح أن أخدم التواصل بين الثورة الديمقراطية والثورة الإسلامية لتكون ثورة موحدة ضد الظلم.
ما هو موقع الأب باولو في الثورة السورية، وكيف يقرأ تطورات الثورة السورية؟
** إذا استعرضت مواقفي منذ السنوات الماضية أرى نفسي قد دعوت إلى توطيد وتحقيق وإظهار نضج المجتمع المدني كمرحلة لابد منها للحصول على الديمقراطية في سورية، وكنت ناشطاً في النمو التشاركي، ومكافحة التصحر والتنمية البشرية تحت غطاء الدولة. كنت أكتب كل سنة رسالة إلى الأسد أدعوه إلى الإصلاح وأن يقوده بنفسه، وأن يفتح للمجتمع السوري بشكل حقيقي مجالاً للحرية والتعددية السياسية، لكن عندما دق ناقوس التاريخ دقته الحاسمة منذ الشهر الأول من عام 2011 كنت من الذين يرون حركة الثورات العربية فرصة ذهبية للتغيير في سورية بالتوازي مع القلق الشديد الذي عبرت عنه حينذاك بأن النسيج الاجتماعي الفئوي الطائفي السوري، وتسخير القوات المسلحة الوطنية للتحكم الفئوي، واعتياد النظام السوري على حلِّ الإشكاليات بتعذيب أجساد المعارضين سوف يؤدي بهم لإنكار الحراك التاريخي، ومحاولة أخرى لتوطيد ظلمهم بالأساليب التقليدية.
أنا أؤمن بالثورة السلمية، بيدَ أنّ النظام مستعد للإبادة الجماعية، ويمتلك الوسائل لذلك، وعدم التضامن العالمي مع الديمقراطية السورية يسبب خطر إبادة جماعية للشعب السوري. في الأشهر الأولى للثورة كنت أزور رجال الأمن وأحاول إقناعهم أن مصلحتهم ومصلحة الوطن بفتح المجال لحرية الصحافة والرأي. الخطوة الأولى للنظام في هذا البلد يجب أن تكون في تحمّل حرية الصحافة والفكر والرأي، هذا إنقاذ لكم جميعاً، ويجعلكم قادرين على قيادة التحول في البلد نحو الديمقراطية، والمحافظة على الامتيازات التي حصلتم عليها، فالأمور تنصلح قليلاً قليلاً، ولا يوجد مجال آخر للإصلاح، المحاولة الأخيرة كانت في أيلول 2011 صُمنا ثمانية أيام على نية المصالحة الوطنية وإيقاف العنف، والمطالبة بشرط أموت لأجله، هو حرية الرأي والصحافة، وهذا لم يتوفر، والباقي لا قيمة له.
في تموز 2011 كتبت مع مجموعة من الأصدقاء مقالاً بعنوان: “الديمقراطية التوافقية لأجل الوحدة الوطنية”، وهي مقالة جوهرية ظهرت فعاليتها بعد سنتين، بعدها أراد النظام طردي، وتكلمت صراحة عن ضرورة حماية المجتمع العالمي للديمقراطيين السوريين لاسيما حرمة المشافي والحرم الجامعي، وكان عمّار الساعاتي (رئيس اتحاد الطلبة) قد ضرب الطلاب في جامعة القلمون، كما أننا سمعنا بضرب الناس في المشافي، ونقل الجرحى من هناك إلى أماكن مجهولة، وهنا إذا كان المجتمع العالمي يحترم نفسه يجب عليه التدخل لحماية الحراك السلمي، لا يمكن أن أنسى الصورة، صورة الجرحى والقتلى على يد الشبيحة. كنت ولم أزل ضد التدخل العسكري الغربي على الطريقة الليبية، لأن الشحن العربي من شكوك وشعور بالتآمر والكراهية التي تأصلّت منذ خمسين عاماً من الصراع العربي – الإسرائيلي والعربي – الغربي، الذي يقرن بالاحتلال، ويسبب رد فعل عنيف، لكن التضامن الديمقراطي العالمي مع ديمقراطيّ سورية له نتائج أكثر فعالية على الأرض مع الاعتراف بحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه أمام القمع والقوة المفرطة، إما بالتهجير الجماعي، أو بالدفاع عن النفس.
في 25/1/2011 جواباً عن سؤال وماذا عن سورية؟ قلت للسفير الفرنسي في دمشق: الدبلوماسية العالمية إن لم توفر الشروط للتحول الديمقراطي في سورية سيكون هناك /200/ ألف قتيل، وفقدان دائم للوحدة الوطنية. وفي حزيران من العام 2011 كتبت لرئاسة حكومة الفاتيكان، وقلت لهم الثورة السورية ثورة حقيقية وهي مقرونة منذ الآن بحرب طائفية، الحرب الأهلية بدأت، وإن لم يبادر الفاتيكان إلى تحريك ودفع وتشجيع القوى الديمقراطية العالمية لمبادرات تغيير الوضع السوري بشكل مرضٍ وسلمي، منعاً من وصول مسيحيي سورية إلى مصير مشابه لمسيحيي العراق، ولا تتباكوا فيما بعد، وسوف يجد المسيحيون أنفسهم ممزقين في وسط النزاع الأهلي، وبطبيعة الحال سيختار أكثرهم الطرف الخاسر، ويعضهم سيجد نفسه مضطراً للهجرة لفقدان الأمن نتيجة الحرب الأهلية التي ستقود الكل إلى حرب طائفية.
كتبت مرة ثانية وأخيرة لرئاسة حكومة الفاتيكان في كانون الأول من العام 2011 وقلت لهم إن لم تفعلوا الآن شيئاً فلن تفعلوا شيئاً أبداً، وستجدوا مسيحيي سورية ضائعين، ووضعت بعض المقترحات التي من خلالها يمكن إنقاذ الوضع، وبعدها دخلنا في معركة حمص حيث فقدنا مئة مسيحي، النسيج القديم للمجتمع منذ أكثر من مئة عام ذهب أدراج الرياح بكل بساطة في كل أصقاع الأرض.
طُردت من سورية في حزيران 2012 وقتها قلت للأمين العام للأمم المتحدة من خلال رسالتي التي حملها كوفي عنان: لا تلعبوا بالألفاظ، فما معنى أن تقولوا أن يد القاعدة وراء الانفجارات، علماً أن النظام سخّر التشدد واستخدمه بشكل منتظم، وبخبرة طويلة. وكان بان كي مون قد قال إن يد القاعدة وراء الانفجارات.
لم أقبل من الأمم المتحدة الاستسلام لكذب النظام وهذه ليست مسؤولية. الثورة السورية اليوم في حالة استنقاع لأن الديمقراطيين السلميين هلكوا في المعتقلات، وتعبوا من استنفاد الطاقات والتشاؤم، والقوات المسلحة الثورية المرتبطة بالفكر ضعيفة بسبب الخيانة الغربية كما هو معروف، وفتح المجال لتقوية التنظيمات الإسلامية على تدرج تشددها المذهبي مما قدّم على طبق من فضة الانتماء المعلن لجزء منه لتنظيم القاعدة وارتباطه به.
الواقع أن إعلان بعض المنظمات المسلحة انتماءها للقاعدة أعطى الحجة الكبرى للمجتمع الدولي للانسحاب من موقف تضامني مع الشعب السوري الثائر، زِد على ذلك بين المفكرين والساسة الأمريكان والإسرائيليين ما يعبر عنه البعض بصراحة ويطبقه البعض الآخر بخبث، وهي تطبيق مقولة: إنَّ تقاتل أعدائنا هو نصر لنا. لكل ذلك أعلنت نيّة صومي لشهر رمضان المبارك هذا العام من أجل المصالحة السنية الشيعية حتى نستطيع محاربة النظم الديكتاتورية.
كيف تنظر إلى دور إيران وحزب الله وتدخلهما في القضية السورية؟
عدد كبير من إخوتنا الشيعة لا يوافقونهم الرأي، ومنهم في إيران، ومنهم شيرين عبادي التي أعلنت دعمها للثورة السورية، ورفضها للتقاتل الطائفي، والتدخل الإيراني وحزب الله في سورية.
القومية الإيرانية تستفيد وتستخدم الانتماء الشيعي، وكل انتماء “أقلوي” لمصالحها الجيو – استراتيجية إلى جانب ركوب عجلة التشدد الإسلامي أينما وجدت، وهي تمشي على ثلاثة محاور، تحريك التشدد الإسلامي ضد الغرب أينما وجد، التضامن والدعم مع كل الحركات “الأقلوية”، وخصوصاً الشيعية في العالم الإسلامي، وهي تأخذ الحصة الأكبر، المصلحة القومية الفارسية التي أدت في ثمانينيات القرن العشرين لقبول المساعدة الإسرائيلية ضد العراق.
أنا أؤمن بالتركيب التناقضي للمجتمعات، فالمجتمعات لا ترد الفعل إلاّ من خلال تناقضاتها، أما حزب الله فهو كارثة شيعية، وقبل أن يكون ضرراً علينا، يشكل ضرراً لشعبه، وهو مؤذٍ لمصلحته، ومشوه لمذهبه، ولن يطول به الأمر لأنه عندما ينحصر في بقعته الجغرافية الضيقة سوف ينتهي.
الدولة الإسرائيلية حسب رأيي تعمل للاستفادة من الغلو الإنكاري للحقيقة التاريخية اليهودية والحركة الصهيونية، مثلاً إنكار المحرقة ووجود اليهود في فلسطين وإنكار الأهداف الصهيونية، وبعض الدوافع الاستيطانية، لذلك لم يأتِ كل الصهاينة إلى فلسطين لغاية استعمارية صرفة.
الغلو الإسلامي المتشدد والقومي العربي المتشدد والشيعي المتشدد في إنكار ورفض كلّي للآخر اليهودي بكل أبعاده دون تمييز بين المعتدل والمتطرف، وهذا أكبر دعم للتشدد الاستعماري الصهيوني، ويبرر لهم وصم العرب بالتطرف النازي بمختلف مبادئهم القومية، وهم امتداد للحزب النازي. هذا الغلو يخدم إسرائيل، لذلك اصطفت مع النظام السوري وحزب الله وإيران بشكل مباشر. إسرائيل تتابع هكذا، ونحن في كل يوم نفقد الدعم الأوربي، وإلى الآن لم نستطع كسب الدعم الأمريكي، والبقية من العالم يقف مع النظام السوري، البرازيل والهند وجنوب أفريقيا والباكستان، لماذا لم نقنع هذه الدول؟ إخوتنا العرب الذين يلعبون على الحبلين، الدول العربية الخائفة من المتشددين، حتى مصر “الإخوانية” كان دعمها فاتراً، وحصل في الأيام الأخيرة لتبييض وجهها، أما مصر الانقلاب العسكري فقد فترت نهائياً، وفي تونس العلمانيون مع النظام السوري بشكل واضح.
كيف تنظر إلى علاقة النظام السوري بالأقليات، ومن يحمي الآخر؟
في المناطق السنية من العراق، لم يستطع المسيحي البقاء هناك بسبب العنف الطائفي المباشر وغير المباشر. للأسف الشديد الشكل الفئوي المتشدد أخذ المطالبة بالحق في المحيط السني. المقاومة في المفهوم السني هي فرض كفاية، وليست فرض عين، وبهذه الطريقة فوّض عامة الناس المتشددين بالحصول على حقوق الجماعة، وهذا جرّها إلى التطرف، مما يجعل المتطرفون يمارسون العنف المذهبي على بقية الفئات الاجتماعية، وهذا جعل الوضع الأمني للمسيحيين في العراق يُرثى له، تم استهدافهم مباشرة، ولم يتبقَ منهم إلاّ القليل.. نحن نتمنى أن نعود إلى الوئام الذي كنا عليه، وعشناه معاً مدة أربعة عشر قرناً.
الواقع أن جاري المسلم يأسف لما حصل لي، فهو لا يستطيع حمايتي لأنه لا يستطيع حماية نفسه، فلا حول له ولا قوة، النظام فعلياً يحمي الأقليات ويطالبهم بالوقوف معه، ويقول لهم: إذا ذهبت فستذهبون معي والبديل سيكون أسوأ مني! وفي الحقيقة النظام يرشّح نفسه محامياً للأقليات، ويعقد تحالفاً معهم تحت هذا الشعار، ويطالبهم بالدفاع عنه أمام الرأي العام العالمي، المسيحيون لهم دور رئيس في حماية النظام عند الرأي العام العالمي، وفي تصديق حججه وأكاذيبه.
للأديان السماوية دور كبير في تطور البشرية والحضارة الإنسانية. هل من الممكن التخلص من الأبعاد الطائفية التي تعرقل هذا الدور الكبير؟
هذا يتطلب أن ننتقل من مفهوم الهوية الصدَامية أحادية اللون إلى الهوية الحوارية المتعددة الألوان، الإنسان ليس له مفهوم الهويات القاتلة، اليوم ننقد مفهوم هوية أنني مسلم والبقية ليس له علاقة.
أنا مواطن قبل كل شيء، مفهوم الهوية التعددية الحوارية هو الذي يخولنا أن نخلق الوئام الاجتماعي ونتخلص من التصادم المزمن، وبمعنى دقيق أنا أنتمي إلى دوائر متعددة في الحياة (أنا مسلم، أنا أديب، أنا رياضي، أنا مثقف، أنا أحب المزاح)، وفي كل دائرة أتضامن مع منتسبي هذه الحالة المتضامنين أصلاً معي.
كيف تقرأ الدور الكردي في حراك الثورة السورية؟
الأكراد كانوا شهوداً أظهروا جانباً غير واع لدى الجماهير العربية. هم يعكسون كما المرآة تعكس الصورة، الجانب الإثني لصورة العربي التي تعكس شدة الظلم القومي العربي عليهم إبان حكم البعث.
القومية العربية الفاشية المنغلقة والمتطرفة هي التي شوهت العروبة الحقيقية بجذورها الإسلامية، والتي تعتبر خيمة واسعة مفتوحة الرواق وتتسع لانتماءات إثنية متعددة، لأنها تماماً لا تطالب بالتخلي عن الهوية عندما تدعو إلى هذه التشاركية. الحضارة العربية الكبرى كانت تشاركية في اللغات والانتماءات، وكان يترعرع فيها الكردي والأرمني والمسيحي واليهودي والبربري والقبطي والآشوري والتركي، ولم تقصِ أحداً.
ليس بمقدورنا انتظار الكرد تصديقنا في إطار المفهوم الجديد القديم لمفهوم العروبة، ولا نمثل استمراراً للمفهوم البعثي والناصري الضيق والاحتكاري للعروبة.
الرقة أول محافظة محررة في سورية، ما هي رسالتك للمعارضة والشعب السوري؟
** نحن هنا نتمنى أن تكون الرقة العاصمة الأولى المؤقتة للثورة السورية، وأن تدار المناطق المحررة من هذا المكان بانتظار فتح دمشق، لكن عندنا مهمة في الرقة علينا إيجاد حل سلمي، توافقي وإن كان ديناميكياً بين المجتمع المدني “الرقاوي” بكل ألوانه والقوات المسلحة الإسلامية الجهادية، وإن لم نجد مخرجاً لهذا التناقض سوف تُقبر الثورة في الرقة.
من هوا الأب باولو دالوليو في سطور:
من مواليد روما 1954 من أب مقاوم للنازية ومن النشطاء البارزين في الحزب الديمقراطي المسيحي وحركة النقابات الفلاحية في إيطاليا.
انتمى الأب باولو في شبابه إلى الحزب الاشتراكي، وإلى لاهوت التحرير (الحركات المسيحية الداعمة لحركة الكادحين في العالم)، انضم إلى الرهبنة اليسوعية عام 1975 وبحالة روحية اختار أن يخدم الوئام المسيحي الإسلامي، وكرّس حياته لهذا التحابب انطلاقاً من هذه القناعة البسيطة: “لا يحقق أحدنا رسالته في العالم دون مساعدة جاره”.
جاء إلى لبنان في عام 1977 لدراسة اللغة العربية ثم تابع دراستها في دمشق، إضافة لحضوره دروس الشريعة الإسلامية في كلية الشريعة، حصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية والحضارة الإسلامية من إيطاليا، ثم درس الفلسفة والعلوم الدينية المسيحية في الجامعة الحبرية في روما، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الحوار بين الأديان بأطروحة بعنوان: “مفهوم الرجاء في الدين الإسلامي”.
منذ عام 1982 بدأ الاهتمام بدير مار موسى الحبشي في منطقة القلمون، وترميمه وجعله مركزاً لتحقيق أفكار الحوار بين الأديان، وظلّ قائماً على الدير إلى أن تم طرده وإبعاده من سورية.
الرقة ـ يوسف دعيس
تاريخ إجراء الحوار 28/7/2013