جنرال الهاربين من ساحات المعارك، وجنرال “النازحين” رعباً إلى السفارة الفرنسية ليصبح وعلى امتداد 15 عاماً “أمير النازحين” في بلاد ديغول، لا نعرف لماذا يحقد على النازحين السوريين إلى لبنان من بطش حليفه المفدى بشار الأسد، والذين فتح لهم اللبنانيون الأشراف وذوو “كرم الاخلاق” والوطنية صدورهم وبيوتهم ومدارسهم. هل طُلب من “جنرال السيادة” (أخبَرنا ان هذا الشعارَ سُرق منه، لكن لم يخبرنا لماذا، باع السيادة نفسها إلى الوصايتين وأكثر، كما باعها لاسرائيل اثناء غزوها لبنان عام 1982)، ان يحرض اللبنانيين على هؤلاء الضحايا الفقراء المهجرين قسراً، وبالعنف والمجازر وتدمير منازلهم، ومدنهم وقراهم. من حرضك يا جنرال (يا حنون يا رحوم يا محباً للبشر) على هؤلاء؟ غريب أمرك يا أحد قادة الممانعة! والمقاومة! ومواجهة العدو الصهيوني (ابشروا يا أحرار العالم لا ديغول ولا تشرشل ولا مونتغمري قدو… وقدود) غريب أمرك؟
فلو تمتعت بأدنى شعور بالرحمة والانسانية، ولو تضامنت ولو نظرياً مع هؤلاء الذين استقبلوا اثناء حرب تموز (المغامرة التافهة) وقبلها في حربيك “التحريرية” المزعومة ضد حليفك الممانع و”الالغاء” ضد القوات اللبنانية من كافة الطوائف والطبقات بقلوب عربية رحبة (هل بت تكره كلمة عروبة اليوم، أو العرب انسجاماً مع تحالفك مع ايران؟) .أو لم تمر انت بتجربة النزوح والتهجير والهروب. ولو! ألم تلجأ إلى منفاك الباريسي المترف على امتداده 15 عاماً؟ وهل تَضَايَق منك الفرنسيون “كمهاجر” اليهم كما يتضايقون اليوم من المهاجرين الأفارقة والعرب والمسلمين! والله! عجباً! كيف يعامل هذا الجنرال “الأشبهي” “الباسل”، ذو الانسانية المرهفة. هؤلاء: أوليسوا بشراً؟ وهل تريد ان يُقتلوا تحت قصف طيران حليفك (الأكثر انسانية منك) أو بالمدفع، أو بالبراميل المتفجرة، أو بالمجازر.. أهذا يشفي “رحمتك” واحساسك البشري؟ قلتَ انك تراهم في كل مكان: عال! وهل تريد ان تحدد لهم الاقامة وتحاصرهم ليصبحوا في لبنان (وحليفك البعثي يعتبر اننا شعب واحد في دولتين). وكأنهم في اقامة جبرية، أو تحرض عليهم لتقطع عنهم المعونات والملاجئ والمياه والتدفئة والخيم! انت لم تسكن “خيمة” في باريس فأموال التبرعات وسواها ساعدتك على ان تعيش كأمير.. بالمناسبة: أين صارت أموال التبرعات التي قدمت إليك كرئيس حكومة وليس كهدية شخصية! فمن الطبيعي ألا يحس من كان منفاه ذهبياً بالمهجرين الفقراء والصامدين… والكرماء الذين ينتظرون عندنا بفارغ الصبر سقوط النظام الذي سبب لهم هذه الكوارث والمآسي. حتى كلمة “الرحمة” منعها عنك نظام الوصايتين! أتريد اذناَ، او فتوى، أو بطاقة واجب جهادي لكي ترق كبدك الحساسة كالشمع… وترفق بهؤلاء المشردين؟ وانت في لبنان. وعلى امتداد الحروب، الم تهجر أيضاً؟ أو لم يهجر مئات ألوف اللبنانيين الى قبرص وفرنسا وأفريقيا وأميركا والخليج… فلماذا لا تطالب كل هذه الدول المضيفة أن تطرد اللبنانيين المقيمين منها انسجاماً مع “أفكارك” الرائعة الجديرة بالنقش على جدران الخلود بحروف من ذهب؟
والغريب ان هذا الجنرال “الحنون الرحوم” يتساءل: وهل مع هؤلاء هويات أو تذاكر؟ وأنت عندما هربت بالبيجاما إلى السفارة الفرنسية، هل طلبوا منك “باسبورك” أو هويتك؟
شيء مخيف! كيف يمكن الانسان أن يتجرد إلى هذا الحد من أي شعور انساني! بل كيف يمكن ان يُكِّن كل هذه الكراهية للضعفاء؟ وهنا اتساءل: أترى تغار يا جنرال من النازحين، (لأنك كنت نازحاً) كما تغار من الشهداء الموتى والاحياء! لماذا تكره الضحايا يا جنرال وتنحاز إلى الجلادين؟
اترى “اللاجئ” الأكبر والنازح الأكبر والهارب الأكبر… كيف ينسى تاريخه، ويحرض على كل النازحين السوريين ربما ما عدا الأغنياء منهم؟ براو! جنرال، أترى هل تتذكر ما قال الصحافي والمفكر الكبير غسان تويني عنك: “هذا الرجل بلا دم“….
الراحل الكبير قالها في مقابلة تلفزيونية مسجلة.
22/11/2012