القصير أم المعارك السورية بقلم بهنان يامين

القصير أم المعارك السورية

                                             بقلم بهنان يامين

3 بهنان يامين

        منذ اكثر من عام ومدينة القصير وريفها صامدة في وجه محاولة النظام الأسدي الديكتاتوري استعادتها من يد قوى الحراك الثوري، وهي محاولات باءت حتى الآن بالفشل الذريع حيث لم تستطع كتائب الاسد وشبيحته ولجانه الشعبية دخول القصير كمقدمة لدخول حمص والسيطرة على الطريق الواصل دمشق بالساحل السوري.

      فشل النظام أدى الى الاستنجاد بالحليف الاساسي له الا وهو العدو الايراني، وعذرا من استخدام صفة العدو، لان نظام الملالي لم يعد الا نظاماً عدواً بالنسبة للشعب السوري، ومع دخول الحرس الثوري الايراني المعركة كان لا بد من جر قوى حزب الله اللبناني للقتال الى جانب النظام لمنع سقوطه.

    ولقد استطاعت الكتائب الاسدية وقوى حزب الله السيطرة على بعض القرى في ريف القصير، ولكن ليس بدون ثمن، حيث أخذت توابيت قتلى الحزب ينقلون الى الجنوب مرورا بالبقاع اللبناني، وهذا القتل المجاني هو نتيجة معاركه ضد الشعب السوري، فالواجب الجهادي كان يقتضي ان يكون المناضلون من الطائفة الشيعية في المقلب الثاني الى جانب الشعب السوري المطالب بحريته، لا ضد هذا الشعب الذي فتح ذراعيه لاهل الجنوب والبقاع خلال التهجير الذي اضطروا له في حرب تموز 2006 الدنكشوتية.

   حتى كتابة هذه الاسطر، لم تكن قوات العصابات الاسدية والحزبلاوية والباسيج الايراني قد استطاعت دخول القصير، ولا تزال المعارك تدور على بعد كيلومترات من مداخل القصير ولم يستطيع حزب الولي الفقيه، لان من المعيب ان نسميه لبناني، دخول القصير لا من مدخلها الشمالي او الجنوبي ولا غربه ولا شرقه. وهذا ما يدلل ان القوى المدافعة عن مدينة القصير تقاتل بشراسة وهي ضمن حاضنتها الشعبية، اما القوى المعتدية فهي مكروهة من هذه الحاضنة.

   قد تستطع القوى الباغية والعدوة للشعب السوري دخول القصير، ولكن هل يستطيعوا ان يبقى فيها لمدة طويلة؟ بالقطع لا، لانها قوى معتدية، وهنا لابد ان نذكر حسن نصرالله وحزبه ومن وراءه بان هزيمتهم لاسرائيل جاءت نتيجة وجود حاضنة شعبية تحميهم وتحمي ظهرهم. اليوم وقد اضاع الحزب الالهي البوصلة، ليدير ظهره الى العدو الاسرائيلي مقاتلا شعبا حمى ظهره في يوم من الايام.

   بالطبع القصير هي ام المعارك السورية، وسواء سقطت ام لم تسقط، فلا يعتقد النظام الباغي بانه قد يستطيع ان يهزم الشعب السوري بكل مكوناته، وهو الشعب الذي يقاتل منذ سنتين وبضعة أشهر، ولم يستطع النظام والقوى المساندة له سياسيا وعسكريا، ان يهزم هذا الشعب.

   اليوم يتكبد الحزب الالهي عددا كبيرا من القتلى في القصير، حيث نقلت الوكالات العالمية بأن عدد قتلى البارحة كانوا اكثر من ثلاثين قتيلا، بينهم قياديين في الحزب، ومنهم بعض المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأصبحت مستشفيات البقاع والضاحية الجنوبية مخصصة لجرحى الحزب في معركته ضد الشعب السوري في القصير.

   متى سيستفيق ابناء الطائفة الشيعية الى الحقيقة المرة، بأن الحزب الالهي والولي الفقيه قد جروهم الى معركة ليست لهم، بل هي معركة عليهم، وهذا ما يتحدث به اليوم الشرفاء من هذه الطائفة. على جماهير هذا الحزب ان يطرح على نفسه سؤالا كبيرا الا وهو، ألم يكن من الاجدى ان يستشهد هؤلاء في معاركهم الجهادية الفعلية ضد الدولة العبرية، عوضا ان يقتلوا بشكل مجاني  في القصير؟

    لقد ضرب حسن نصرالله، بعرض الحائط قوى حزبه، مرة حين استعمله في الداخل اللبناني، واليوم هو يستخدمه ضد الداخل السوري، وكما فشل في لي ذراع اللبنانيين في الشق الغربي من بيروت وجبل لبنان، كذلك سيفشل في معركته في الداخل السوري، ولسوف تنقل الجثث اكثر واكثر كلما توغل حزب الله في المعارك ضد الشعب السوري، وهو سيكتشف بان العمق السوري هو ضده وسيتوحل أكثر وأكثر في معركته والنظام الديكتاتوري، في قتال الشعب السوري، والى الحالمين باسقاط الثورة نقول: الثورة التي صمدت عامين واكثر لن تسقط، بل ستسقط الطاغية والعدو الحزبلاوي والايراني.