من القمصان السود في بيروت الى سرايا المقـاومـة في صـيدا بهنان يامين

من القمصان السود في بيروت

الى سرايا المقـاومـة في صـيدا

                                    بقلم بهنان يامين

3 بهنان يامين

    القمصان السود التي تظهر في الأماكن الذي يريدها حزب الله ان تظهر، وحيث لا يفضل ان يظهر، لانه ظهوره يسبب له ضررا ما بعده ضرر،القمصان السود هذه ماهي الا منظمة رديفة لحزب الله وهي الذراع الفاشي لهذا الحزب الذي خطف الطائفة الشيعية باسم المقاومة، وكان آخر هذا الظهور امام السفارة الايرانية للتصدي لإعتصام حزب الانماء اللبناني، والذي غالبيته من الإخوة في الطائفة الشيعية، والذي أدى الى مقتل هاشم السلمان. لم يكتف حزب الله بقتل هاشم السلمان بل تعامل مع جثته بطريقة لاأخلاقية، من خلال منع الصلاة عليه وبالتالي لم تسمح بدفنه في مقبرة القرية.

  بالطبع القاتل معروف، لان صورته كانت على كل وسائل الاعلام، وهو لن يسلم لانه قد دخل المجمع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية، وخرج علينا حسن نصرالله ليدعو هاشم السلمان بـ "إبننا" وبأن القاتل غير معروف. حادثة القمصان السود كانت امام أعين القوات المسلحة من جيش وقوى أمنية وهي لم تحاول منع هذه القمصان السود من إرتكاب جريمتها، لأنها لا تريد التصادم مع القوى المسيطرة على الضاحية الجنوبية. هذه القوى كان عليها ان تتصرف وبحزم كما تصرفت هذين اليومين في صيدا.

  ما أن قرر الجيش التعامل بقوة مع ظاهرة الشيخ أحمد الأسير، حتى ظهرت الى الساحة قوى جديدة مسلحة باسم سرايا المقاومة، والتي تضم على سبيل المثال لا الحصر بقايا عناصر أسامة سعد من جماعة التنظيم الناصري، القوميين السوريين، البعثيين وتيار التوحيد الخ من القوى المسلحة المنضوية والمدعومة كلها من الحزب الالهي والحليفة مع النظام الفاشي في دمشق. اذا كانت المعركة في صيدا ما بين الجيش وجماعة الاسيـر، فلماذا تحركت هذه السرايا لتطويق منازل آل الحريري في مجدليون، بطريقة استفزازية تذكر الناس بدور هذه القوى في السابع من أيـار 2008 حيث تعـدى حزب الله والاحزاب المتحالفة معه، وهي ذاتها التي تشكل اليوم سرايا المقاومة، على بيروت.

   لم يخفي حسن نصرالله عدائيته للدولة بكل مؤسساتها، حيث هاجم هذه الدولة بشكل صفيق وصريح، فهو لا يخاف الجيش بل الجيش يخافه، هو يوجد الفراغ حيث يريد ويمنعه حيث يشاء، هو الارادة السياسية المصادرة لكل السلطات، فالسلطة التشريعية من خلال سيطرة حليفه رئيس مجلس النواب، الذي يتصرف بالمجلس حسب ما يريد الحزب الالهي، والسلطة التنفيذية حيث يستطيع منع تشكيل اي حكومة من خلال رفضه المشاركة في اي حكومة لا ترضخ لشروطه ولشعاره الثالوثي الهرطوقي " الجيش والشعب والمقاومة" ولن يستطيع اي طرف شيعي ان يقبل اي منصب وزاري، ما لم يباركه الحزب الالهي وحركة أمل. وما لنا الا ما حدث ما بين رئيس الجمهورية ومجلس وزراء حكومة تصريف الاعمال من جهة والوزير منصور من جهة اخرى، حيث رفض هذا الآخير توجيهات رئيس الجمهورية برفع شكوى الى الامم المتحدة والجامعة العربية على الاختراقات السورية على الحدود السورية – اللبنانية، مما اضطر رئيس الجمهورية الى ايجاد طرق أخرى لايصال علم وخبر على هذه الاختراقات.

   للجيش اللبناني كل الحق في ان يبسط سلطته على كل الاراضي اللبنانية، ونقول " كل " وليس هناك خيار وفقوس، فما حدث في صيدا سيظهر على انه استهداف لطائفة دون غيرها خاصة اذا لم يتعامل هذه الجيش ان لم يكن مع حزب الله مباشرة، فعلى الأقل ان يكون حازما مع اذرعه العسكرية الرديفة، القمصان السود في بيروت وسرايا المقاومة في صيدا وحزب رفعت علي عيد في طرابلس وغيرها من المناطق اللبنانية.

   هنا على رئيس الجمهورية ان يكون حازما في هذا الموضوع، فحلفاء سورية يتمادون على موقع رئاسة الجمهورية، حيث نرى شخصيات وضيعة وتافهة كعاصم قانصو او وئام وهاب تتهجم على رئيس الجمهورية، فالاول قد أطلق تهمة الخيانة العظمى على رئيس الجمهورية، والثاني لم يترك شئ في جعابه الا وأطلقه ضد رئيس الجمهورية، وكما غطى الجيش سياسيا لحسم ظاهرة الاسير، عليه ان يغطيه ايضا سياسيا في محاربة الجيش للقمصان السود في بيروت وسرايا المقاومة في صيدا والبقاع، فان نجح بذلك يكون قد اثبت انه فعلا رئيسا للجمهورية لا خيال صحراء مثل ما يقول المثل.