رويدا نصر الله فالمسيحيون ليسو مكسر عـصا بهنان يامين

على هامش تهديات حسن نصرالله للمسيحيين في خطابه المأزوم

رويدا نصر الله فالمسيحيون ليسو مكسر عـصا

بهنان يامين

 بهنان يامين جديدة   إثر فشل حزب الله في الانتصار في القلمون، وبالتحديد في جرود عرسال، كان لحسن نصرالله سلسلة من الخطابات، التي يحاول فيها ان يطمئن انصاره بأن وعوده لن تذهب سدى، فالمعركة طويلة والتضحيات كبيرة وضرورية، وبلا مقدمات أخذ حسن نصرالله المأزوم، إن لم نقل المهزوم، يهدد فيه مسيحيي سورية ولبنان، بأنهم سيكونون عرضة، هم ودور عبادتهم، للتنكيل من قبل من يسميهم هو بالتكفيريين، إن لم يقاتلوا ضمن حلف الاقليات، الذي روج له هو والنظام السوري وحليفهم ميشيل عون، وهو ما رفضه المسيحيون الوطنيون في سورية ولبنان. هذا التهديد العلني المأزوم والمهزوم، يدفعنا ان نقول لحسن نصر الله وحلفائه مثل ميشيل عون والحزب القومي السوري الاجتماعي، وبعض رجال الدين، بأن كفى متاجرة بالمسألة المسيحية، فهي ليست سلعة للبيع في سوق نخاسة النظام السوري المهزوم، وبأن المسيحيين ليسو بمكسر عصا، فالازمة ليست طائفية بل هي أزمة وطنية بالدرجة الاولى.

   منذ بداية الثورة، حاول النظام الامني السوري، ان يغرق الثورة بحرب طائفية، تلغي المواطنة ليحل مكانها مفهوم الأقلية وضرورة تحالفها معه، في وجه أكثرية الشعب السوري الذي يجب ان يقاتل تحت رأية النظام، كونه حامي الاقليات. لم يتأخر كثيراً الرد على شعار حلف الاقليات،  فكان لاحد أهم امراء الكنيسة السريانية الاورثوذكسية، المطران المخطوف مار غريغوريس يوحنا ابراهيم، رداً صافعاً برفعه شعار " المواطنة "، كحل يلغي مبدأ الاقلية والأكثرية، وابعاد الصراع عن الطائفية، واحلال مكانه المسألة الوطنية والمواطنة، ورفضه تسلح المسيحيون في وجه ثورة الشعب السوري، لان المسيحيين هم بالمحصلة مواطنين يؤمنون بالـ" المواطنة" التي تذيب كل الفوارق المذهبية والطائفية والعنصرية.

   كون المسألة مسألة وطنية، فلقد انقسم كل مكون من مكونات الشعب السوري، الى ثلاثة اقسام: قسم مع الثورة، وهذا القسم يزداد عددياً مع صمود الثورة طيلة خمس سنوات؛ وقسم على الحياد وهم الأكثرية الصامتة، والتي تتراوح نسبتهم حسب كبر المكون عددياً، وهذا القسم يتناقص لصالح القسم الاول، نتيجة صمود الثورة لا بل انتصارها، حيث انسحب النظام " تكتيكياُ"؛ والقسم ألأخير مع النظام ويجمع في طياته تلك الرموز من المستفيدين من فتات السلطة، ويتناقص ايضا عددهم سواء بالهروب الى الامام، عن طريق رمي السلاح والانهزام، وهو ما عملته عصابات الاسد المسلحة. ومن محاسن الصدف أن تذكرنا هزيمة نظام الاسد الابن في كل جبهات  القتال على الاراضي السورية، بهزيمة نظام ابيه في الخامس من حزيران 1967 ، وهي الهزيمة التي كانت بداية نهاية النظام البعثي العقائدي.

   نعود الى تهديدات حسن نصرالله، ومطالبته المسيحيين بالانضواء تحت رأيته، فنقول له بان المسيحيين في الشرق كانوا دائما مع الوطن ضد من يهدد الوطن، فلقد حارب العديد من المسيحيين من أجل استقلال الوطني السوري، ونحيله الى الدور الذي لعبه المسيحيون في فجر الاستقلال، حيث كانت المواطنة والاخلاص للوطن هو معيار الوطنية السورية.  والتاريخ القريب يذكرنا بالدور الوطني للرجالات الدين المسيحيين، من أمثال بطريرك العرب حداد والمطران ايسادورس فتال، والبطريرك الماروني المعوشي  والبطريرك صفير وغيرهم الكثيرين من صغار رجال الدين الذين يعملون بصمت، وصمتهم هذا ناجم عن استمرارية دورهم الوطني، ولقد ارفقت نضالاتهم بنضالات رجال الاستقلال من امثال فارس الخوري، وقسطاكي حمصي، وليون زمريا، وعيد اسحق خليل كلاس وغيرهم الكثيرين الذين قاتلوا تحت رأية ارساء الديموقراطية التي قضى عليه العسكر القومجيين من أمثال عسكر البعث.

   أن المسيحيين، سواء في لبنان او في سورية، يا سيد حسن، ليسوا بطالبيين حمايتك وحماية النظام الاسدي وحماية المحتل الايراني، فهم ليسوا عدداً فقط، بل هم كما يقول الدكتور فارس سعيد، منسق الامانة العامة للرابع عشر من أذار، هم عددأ ودور. ما يغطي على ضعف العدد يأتي الدور ليقيم التوازن الوطني. ما يحمي المسيحي هو المواطنة والمواطنة فقط، وهم إن طلبوا الحماية فسيطلبونها من شركائهم في الوطن، على حد قول المطران الوطني ايسادور فتال، الذي رفض بشكل قوي حماية الانكليز للكنائس والمطرانيات غداة خروج الفرنسيين من سورية. جا

   نعم، نحن، المسيحيون الوطنيون،  نرفض رفضاً قاطعاً، ان نكون تحت حماية النظام البائد والقاتل، فنحن مع ثورة شعبنا في سورية ونحن مواطنون سوريون لنا واجباتنا ويجب ان يكون لنا حقوقنا، ولن نقبل باقل من ذلك، ولن نقبل ان نكون بيادق في يد أحد سواء اتوا من الشرق او من الغرب، ونحن لنا دورا وطنيا سنلعبه، الى جانب كل مكونات الشعب السوري المنتفضل من أجل كرامته وحريته وبالنضال من أجل قيام الدولة الوطنية الديموقراطية.